جميع المدن الساحلية تستقبل فصل الصيف بفرحة عارمة كيف لا و هو فصل البحر و السهر و اللمة العائلية و الخلاعة إلا صفاقس ممنوع عنها هذا الفرح رغم ما تمتاز به من ساحل شاطئي طويل و السبب يعود للشلل الذي أصاب شواطئ المدينة بفعل التلوث الذي أحدثته السياب و الآ ن ب ك و حكمت عليه بالإعدام و من ورائه كل الصفاقسية . و حتى ما أتفق على تسميته بمشروع تبارورة لم يرى النور بعد 35 سنة من الإنتظار وما جهز منه إحتله ” الباندية” و المخمورون و أصحاب السوابق فهرب منه الجميع خوفا من بطشهم و من وراءهم عصابات إستغلال الفضاءات . أما حديقة التوتة فحدّث و لا حرج فلا أحد من أبناء الفاميليا يتجرأ على دخولها مع أبناءه و زوجته لما إجتمعت عليه كذاك من أصحاب السوء و مقلقي راحة زوارها . و يبقى شاطئ الشفار الذي بيقى صعب المنال على العائلات الصفاقسية المتوسطة الدخل بحكم بعده على المدينة ب 30 كلم و يتطلب برمجة و ميزانية . و شاطئ القراقنة غير مهيء و لا يستجيب لأدنى متطلبات الإستراحة العائلية فماذا بقي للصفاقسية المساكين ؟ وسط المدينة ؟ إنه مهزلة … إضاءة غير كافية و إنعدام الفضاءات و غلق أغلب المغازات و المقاهي في وقت مبكر لم يبقى لهم غير البقاء في المنزل و معاتبة كل من أوصل صفاقس إلى هذه الحال المزرية من رؤساء البلديات المتعاقبين , إلى أين الفرار من حرارة و جحيم المنازل ؟ لذا فأنت ترى أكثر العائلات في سهرات أمام منازلها خاصة في الربض و الاحياء الشعبية فمتى سننعم كصفاقسية بما يتمتع به غيرنا من سكان الشريط الساحلي أم يكفينا دفع ضريبة الصناعات الكيميائية التى لم تجنى منها صفاقس شيئا سوى حرق شواطئها و الامراض المزمنة لأغلب متساكنيها .