ولم تلتهب أياديهم بالتصفيق لكلّ تفاهة ينطق بها سيّدهم ومولاهم.. ولم نرَ الضحكات الخبيثة الصفراء البلهاء "لمناضلي" التجمّع.. ولم نسمع زغاريد" مناضلات" التجمّع و"حراير تونس".. ولم ترتفع أصوات الجوقة بترنيمة "أربعطاش بعد ألفين ما ينجّمها كان الزين".. ولم يختنق الحضور أذلاّء في الكشكول الأحمر وسط الديكور البنفسجي على صوت نغم "بالأمن والأمان يحيا هنا الإنسان".. ولم يصطفّ أصحاب البندير والمطبّلين والمنبطحين ومسدي الخدمات والمتواطئين والأفّاقين والانتهازيّين.. والشركاء في الجريمة.. في قصر قرطاج للحصول على شرف وسام السابع من نوفمبر.. ولم تدم نشرة أخبار الثامنة في "تونس 7" ما يزيد على الساعة.. بعد عشرات الافلام الوثائقية عن إنجازات فخامة السيد الرئيس الزين.. وعن فتوحات العهد النوفمبري السعيد.. وذلك طيلة ذلك اليوم والأيام السابقة.. ولم تفسد السهرة ببلاتوه بنفسجي تلفزي تعيس ورديء يحلّل أبعاد خطاب الزعيم المتفرّد الحكيم الملهم العبقري الحنون وقراراته الجديدة العظيمة الجريئة الشاملة والناجحة سلفا.. – ولم يقع اختصار تونس في شخص واحد هو زين العابدين بن علي وإعلائه على 10 أو 11 مليون مواطن.. ولم تُختصر وتُطمس وتُصهر كلّ الألوان في لون واحد هو البنفسجي.. ولم ينصّب لنا رئيس دولة نفسه كنصف إلاه على الأرض في تونس.. – الحمد لله.. انتهى يوم سبعة نوفمبر.. وسعدنا بما تعست به قلّة من مدمني الذلّ والمهانة والسخافة.. فلم نرَ كلّ ذلك الفلكلور المتخلّف السيّء الرديء.. – الحمد لله.. تحيا الحرية.. تحيا تونس.. يحيا الشعب التونسي.. وتونس أكبر من الجميع.. ماضيا وحاضرا ومستقبلا..