شهدت تونس في السنوات الأخيرة إنتشارا رهيبا لظاهرة تعاطي أو إستهلاك المواد المخدرة بمختلف أنواعها من مخدر القنب الهندي "الزطلة" إلى الكوكايين والحقن والأخطر إنتشارا وأسرعها هي الأقراص المخدرة. وفي صفاقس أصبحت أسماء أنواع حبوب الهلوسة أو الأقراص المخدرة معروفة لدى الجميع و لدى كل الشرائح حيث تجد تلاميذ المعاهد يتحدثون عن "الكبتاغون" و"الاكستازي" وبمجرد جلوسك في مقهى بإمكانك أن تسمع وشوشات عن "الباركيزول" والأخطر منها جميعا هي "الأ س دي" وغيرها من الأنواع الكثيرة التي إنتشرت خاصة بعد الثورة في تونس. وتؤدي في غالب الأحيان حبوب الهلوسة إلى فقدان متعاطيها الوعي بالواقع وهو ما ينتج عنه إقدامهم على تصرفات خطيرة وغريبة ، وهو ما يفسر تصرف المجموعات الإرهابية من قتل وذبح دون شفقة فهم الأكثر تعاطي لحبوب « الكبتاغون» التي تتسبب في حالة من اللاوعي التام وفق العديد من الأخصائيين. لا ينكر الجميع الدور الكبير الذي تلعبه وزارة الداخلية وأعوانها في كامل تراب الجمهورية من تعقب المروجين والمتعاطين وحجز المواد المخدرة من بينها الحبوب لكن على الدولة بكافة أجهزتها أن تتجند لمحاربة هذه الآفة وقطع الطريق أمام التجار الكبار الذين يجلبون هذه المواد السامة إلى بلادنا والتي تساهم في تدمير شبابنا وبناتنا خاصة وأن إحدى الإحصائيات تشير إلى أن نسبة الإدمان عند البنات بلغت 30 بالمائة. من جانب آخر ساهمت العديد من الصيدليات في انتشار ظاهرة تعاطي الحبوب المهلوسة من خلال بيعها دون وصفة من عند الطبيب أو بوصفات مدلسة ودون التثبت من صحتها، بالإضافة إلى خوف بعض أصحاب الصيدليات من ردة فعل المنحرفين الذين يصرون على تزويدهم بهذه الحبوب. ويمكن أن يكون الحل الأمثل هو تخصيص صيدلية في كل ولاية لبيع هذه الحبوب للمرضى دون سواهم مع وجود عون أمن قار أمامها لحماية أعوانها أو تعطى هذه الأدوية في المستشفيات العمومية دون سواها مع تكثيف المراقبة الأمنية وتشديد الاجراءات لعقوبة من يساعد أو يساهم في ترويجها في غير مسالكها ولغير مستحقيها من المرضى. محاربة الفساد والإرهاب تبدأ من هنا من محاربة مروجي المخدرات بأنواعها وسنة الشباب دون حمايتهم من كل الأخطار لا يمكن أن تثمر إلا شبابا ضائعا دون أن تكون له نظرة مستقبلية للوقوف لتونس. فالوقوف لتونس يبدأ بالوقوف إلى شبابها والإحاطة به وتوعيته وتوفير كل الظروف الملائمة له حتى يحب البلاد كما لا يحبها أحد لا أن يتعاطى المخدرات لينسى وضع البلاد .