سُألت القطّوسة يوما : آش بيه صغارك برشه ، فأجابت : بْنَايْ عمّي ياسر وآنا حشّامة !!! في القرن الحادي والعشرين ، وفي زمن وهْم الربيع العربي (كم كرهتُ هذه العبارة) ، تحوّل منطق "القْطاطسْ" من الحيوان إلى البشر ، وأصبحنا ننام ونصحو على أخبار "القْطاطسْ" البشرية إناثها وذكورها ، وعلاقاتها الحميميّة التي تحصل كما الحيوانيّة في الطبيعة وفي الهواء الطلْق على مرآي ومسمع من الجميع ، وإنْ تعذّر في زوايا معلومة تماما كدور الدعارة والخناء لكنّ الفارق بين النوعيْن ، أنّ الطرف الحيواني يخضع في مختلف أوجه حياته بما فيها التناسل إلى الغريزة ، ولا حاجة له لمن يوجّه سلوكه ، أمّا الطرف البشري في قضية الحال فقد "أكرمه" شيوخ إفتاء الدعارة و"جهاد النكاح" بفتاوى تجعل منه بامتياز قطّا بشريا ، بعد أن أكرمه خالقُه سبحانه وتعالى بالعقل وجعل منه خليفَتَه في الأرض بالأمس طالعتُ في أحد المواقع الالكترونية تصريحا للأستاذ باديس الكوباكجي رئيس جمعية إغاثة التونسيين بالخارج ، أفاد فيه أن غالبية ما يسمّى بمجاهدات النكاح في سوريا تونسيات ، منهنّ من أنجبْن أطفالهنّ هناك ، ومنهنّ من ذهبت مع زوجها وتُوفّي هناك ولكنّها لم تعد إلى تونس ، وهناك منهنّ من هي قاصر وهناك العكس بل وهناك من هي تلميذة وقال الكوباكجي ، إنّ ذلك لا يخدم مصلحة تونس ، معتبرا أنّ ما يسمّى بجهاد النكاح مرض ينخر البلاد ، داعيا بالمناسبة كلّ الذين ذهب أبناؤهم للجهاد في سوريا أنْ يتريّثوا ويتثبّتوا حول من غرّر ببناتهم خاصّة وأنّ ظروفهنّ صعبة للغاية في ظل منعهنّ من العودة إلى تونس . وأرجع رئيس جمعية إغاثة التونسيين بالخارج أسبابَ جهاد نكاح التونسيات بسوريا إلى المشاكل الجنسية وانتشار الزواج العرفي ، معتبرا أنّ ما يسمّونه بجهاد النكاح جهاد دعارة حربيّة . هكذا إذا يقف التونسيون والتونسيات مرّة أخرى على هول ما يتعرّض له أبناؤهم فتيانا وفتيات في سوريا من سوء العواقب وظلام المصير تحت شعار الجهاد ، وهكذا تتضاعف مآسي العائلات التونسية المُبتلية الملتاعة على مصير أبنائها ذكورا وإناثا ، الذين غرّر بهم شيوخ الإفتاء الكاذب ، وشبكات تجارة الجهاد ، ليُضاف إلى همومهم لا فقط التساؤل على مصير أبنائهم في حرب إقليمية جيواستراتيجية مفتوحة على كلّ الاحتمالات ، بل وأيضا على مصير بنات ونساء جهاد النكاح ، والأطفال الذين أنْجنهنّ ومآل هؤلاء الأبرياء الذين جيء بهم قسرا للحياة من علاقة خناء ودعارة أفتى شيوخ الفتنة بجوازها دون التعرّض إلى نتائجها ولسائل أن يسأل ، أيّ مصير لبنات تونس "مجاهدات النكاح" ، ولتلك القاصر ذات الثلاثة عشر ربيعا ، التي غسلت أيادي الإجرام والرذيلة باسم الدين ، عقلَها وهربوا بها إلى سوريا ليقدّموها هدية لحريم سلاطين عصابات الجيش الحر وجبهة النصرة جاريةً تُلبّي غرائزهم الحيوانية ، ويجعلوا منها أمّا لعياض دون أبو عياض ، أو أمّا لقتادة دون أبو قتادة ، أو أمّا لزيد دون أبو زيد ، أو أمّا لطلحة دون أبو طلحة ، أو أمّا لمسلم دون أبو مسلم ولا إسلام أصلا ؟؟؟ أيُّ فتوى جديدة سيخرج علينا بها شيوخ إفتاء Sur commande لإنارة سبيلنا حول شكل التعامل مع "غلّة" جهاد النكاح ، هل سندعها تعيش في سوريا في مأوى أطفال الأسد ؟ أم نجلبها لتونس ونسمّيها أطفال الشيخ لتَقُرّ بها عينه ؟ قال أحمد مطر : مَولانا الطّاعِنُ في الجِبْتِ عادَ لِيُفتي هَتْكُ نِساءِ الأرضِ حَلال إلاّ الأَربعَ مِمّا يأتي أُمّي، أُختي، امرأتي، بنتي تنويه : كل ما يقع نشره بركن " الرّأي الآخر " لا يلزم إلا كاتبه