مدنين (وات) - لا يزال اللاجئون بمخيم الشوشة الفارون من ليبيا يقيمون في مآوي وقتية نصبوها بمفردهم بعد أن تم إتلاف حوالي ثلثي المخيم في عمليات الحرق والنهب التي تعرض لها مؤخرا والتي ذهبت بجزء كبير من محتوياته. ورغم تعهد المنظمات الدولية بإعادة تركيز المخيم من جديد بقطع النظر عما يتطلبه ذلك من جهد وإمكانيات إلا ان تنفيذ هذه التعهدات لم يأخذ إلى حد الآن النسق التصاعدي المطلوب مما اثر سلبا على الحياة اليومية للاجئيين. ويتواصل التشاور حاليا مع ممثلين عن الجنسيات المقيمة بالمخيم لإعادة توطين كل جنسية على حدة تفاديا لكل الاشكاليات التي يمكن ان تحدث بينهم نظرا لاختلاف الطباع والعقليات والتقاليد. ويشهد المخيم في انتظار إعادة هيكلته وتوفير كل شروط السلامة والأمن داخله بين الحين والآخر عمليات سرقة ونهب. اما المتطوعون من مختلف المنظمات ، فان تواجدهم اتسم في الفترة الأخيرة بنوع من الاحتشام نتيجة عدم توفر الضمانات الكافية للحفاظ على سلامتهم. وفي تصريح لمراسلة "وات" في الجهة نفى السيد حافظ بن ميلاد منسق عمليات الهلال الأحمر التونسي بالشوشة الأنباء التي ترددت في الآونة الأخيرة عن انسحاب محتمل للهلال الأحمر التونسي من المخيم. وأعلن في هذا الصدد تمسك المنظمة بمواصلة عملها الانساني لفائدة اللاجئين، إلا أنه دعا الى العمل على توفير ظروف أفضل للنشاط في المخيم. وأكد السيد فراس كيال الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من جانبه أن المفوضية هي بصدد استعادة النسق الطبيعي لعملها داخل المخيم حيث استأنفت دراسة ملفات طالبي اللجوء وتولت مقابلتهم وتعمل حاليا على استكمال دراسة ملفات توطين عدد منهم كانت الأحداث الأخيرة حالت دون إتمامها. ويتم حاليا تدارس إمكانية إنشاء مخيم جديد يقع تخصيصه للاجئين غير القادرين على العودة الى بلدانهم على غرار الصوماليين والاريتريين والايفواريين حتي يبقى مخيم الشوشة مخيم عبور فقط يتم فيه إيواء الجنسيات التي يسهل ترحيلها.