تونس (وات)- نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بالاشتراك مع مؤسسة "كونراداديناور" المؤتمر 34 لمنتدى الفكر المعاصر حول الإصلاح الجامعي بالفضاء المغاربي. ولدى افتتاحه أشغال هذه التظاهرة أشار الأستاذ عبد الجليل التميمي إلى أن التصنيف العالمي لأفضل 500 مؤسسة جامعية لم يتضمن أي جامعة أو معهد عالي عربي وهو ما يعكس على حد قوله انكماش انتاجنا المعرفي وعجزنا عن بناء استراتيجية معرفية قادرة على استيعاب المتغيرات المعرفية الدولية إضافة إلى غياب آليات التنسيق العلمي على مستوى الفضاء المغاربي. ودعا بالمناسبة إلى ضرورة بلورة تصورات علمية وأكاديمية فاعلة لتحقيق جودة الإنتاج المعرفي تساعد على مواكبة النسق العلمي العالمي المتحول على الدوام. وتطرق الأستاذ حامد بن ضياء رئيس جامعة صفاقس في مداخلته إلى التحديات الأساسية التي تواجه الفضاء الجامعي المغاربي مشيرا إلى فشل النماذج المعتمدة على امتداد السنوات الأخيرة داعيا إلى تفعيل المقاربة عبر المعرفة والاقتصاد المندمج المبني على الذكاء. ولاحظ أن كل بلد مغاربي أرسى سياسته التربوية داخل حدوده الضيقة دون الانفتاح على المقاربات الإقليمية وان جميع المؤسسات سقطت في فخ الكم على حساب الكيف مما ولد جملة من التداعيات السلبية منها خاصة بطالة الخريجين والقطيعة بين الجامعة والمجتمع والنقص في التجديد الصناعي وضعف التنافسية. أما الدكتور نجيب زروال وارثي وزير التعليم العالي المغربي السابق وسفير المملكة المغربية الحالي بتونس فتناول في محاضرته مسألة الإصلاح الجامعي والدور الذي تلعبه الجامعة في مجال التنمية مقدما جملة من الاقتراحات لتطوير أداء هذه المؤسسات. وأشار إلى ضرورة تحقيق الاستقلالية المالية والبيداغوجية للمؤسسات الجامعية وتمكينها من إقامة شراكات مع المحيط الاقتصادي داعيا إلى اعتماد مقاربة التكوين بالتناوب. وبين أهمية أن تكون المؤسسة الجامعية أداة للتنمية الجهوية في اطار التفاعل مع النسيج الاقتصادي للجهة مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة إيجاد آليات ووسائل لتقييم العمل الجامعي. يذكر أن أشغال المؤتمر تتواصل على مدار ثلاثة أيام من خلال جلسات علمية متنوعة المحاور منها انطلاق الجامعة التونسية في اعتماد مقاربة النوعية والجودة إلى جانب التطرق إلى منظومة "امد" وآثارها على مردودية التكوين إضافة إلى طرح رؤى جديدة لتطوير التفاعل العلمي والبحثي بين الجامعات المغاربية.