سوسة ( وات)- "أي مستقبل للثقافة في الجهات ولاية سوسة نموذجا " هو محور الملتقى الحواري الذي انتظم يوم الاحد بمدينة سوسة ببادرة من " جمعية الصفرة للمواطنة " وبمشاركة الاكادميين ناصر بالشيخ ومحمد زين العابدين ورياض مرابط. وتباينت اراء الاكادميين حول هذا الموضوع حيث اكد الناصر بالشيخ على ضرورة التزام المثقف بالحياد وأن يعبر الفعل الثقافي عن المشترك بكافة تمظهراته داعيا الى عدم تدخل السياسي في الشأن الثقافي وان تبقى الفضاءات الثقافية حاضنة للثقافة. اما محمد زين العابدين فقد اكد على التلازم الوثيق بين السياسي والثقافي والاقتصادي داعيا رجال الاعمال ومكونات المجتمع المدني الى الاستثمار والمساهمة في التنمية الثقافية بالجهات. هذا الرأي وافقه فيه رياض مرابط الذي شدد على صعوبة الفصل بين السياسي والثقافي داعيا بالمناسبة الى التوظيف الأمثل للتراث بما يسهم في بعث حركية ثقافية في الجهات ومحذرا من خطورة التوظيف السياسي لهذا التراث. وساهم عدد من ممثلي الأحزاب السياسية بولاية سوسة في هذا الحوار منبهين بالخصوص الى خطورة التيارات المتطرفة على الإبداع الثقافي ومؤكدين ان الدور المطروح على الإدارة الثقافية اليوم هو مواكبة الثورة والاستعداد لمواسم جديدة ترتكز على ديمقراطية الثقافة. وطالبوا بمساندة الفنانين والمبدعين من مختلف المشارب ولاسيما الشباب منهم والمرأة مقترحين حلولا تحد من ظاهرة التصحر الثقافي بجهة سوسة والذي كان السمة المميزة لفترة حكم الرئيس المخلوع. كما دعوا الى إعادة فتح الفضاءات الثقافية وبعث اخرى جديدة واعادة الاعتبار لمثقفي الجهة ومبدعيها وتشريكهم في اخذ القرار الثقافي وجمعهم في "دار الجمعيات الثقافية " آملين في عودة المجد الثقافي لمدينة سوسة وذلك بالخصوص عبر بوابة مهرجان اوسو من خلال إرجاعه الى صيغته الاولى وتفادي تسييسه.