توزر (وات) - خلال السنوات الأخيرة تقدم موعد حلول شهر رمضان المعظم على موسم جني التمور في جل مناطق انتاج التمور بتونس ومنها جهة الجريد، وهو ما طرح بعض التحديات بالنسبة لمتساكنى الواحات على اعتبار ان الافطار على حبات التمر وبعض الحليب واللبن هو من العادات الغذائية الاساسية التى دأب عليها الناس هناك منذ عقود من الزمن. هذا الأمر دفع بعض العائلات في مناطق ولاية توزر إلى استحضار بعض العادات القديمة في تخزين التمور والمحافظة عليها لاستهلاكها خلال الشهر الفضيل لما تمنحه للصائم من إحساس بالنشاط وفوائد غذائية جمة بعد يوم من الصوم. ومن الطرق التى استعملها أهالي الجريد ومتساكنى مناطق الواحات بوجه عام لتخزين التمور وضعها فى اوانى فخارية كبيرة تسمى"الخابية" وتغطيتها جيدا لمنع تسرب الأتربة والحشرات. كذلك تم اعتماد "البطانة" وهي أكياس من القماش تملا تمرا وتوضع فى زوايا البيت بعيدا عن الحرارة وهو ما يساعد على المحافظة على نكهة التمور. وسجلت التمور المخزنة وفق الطرق التقليدية حضورها بكثافة فى اسواق الجهة. ويؤكد العم عمار الطايع وهو تاجر تمور بسوق توزر أن الرطب وهي انواع من التمور تنضج عادة قبل دقلة نور يمكن تخزينها بالطرق التقليدية، اما دقلة نور فيقع تخزينها بالطرق الحديثة ومنها تكييفها بالبخار. وأضاف ان أغلب العائلات استغنت عن هذه العادة خصوصا بمدينة توزر وحافظت عليها بعض العائلات بمدينة نفطة معللا ذلك بأن المسكن التقليدي ذو الغرف المتعددة والفسيحة "الذى ما يزال موجود بكثرة فى مدينة نفطة" هو الذي يتيح تخزين التمور بالطرق التقليدية مضيفا أن الطلب الداخلي والخارجي يتجه أكثر إلى التمور المبردة. وبين أن بعض العائلات تفضل الإقبال على التمور المخزنة في "البطانة" والخوابي واستهلاكها خلال شهر رمضان خصوصا من طرف كبار السن نظرا لكلفتها المناسبة من ناحية وما تمتاز به من مذاق لذيذ. وأشار إلى أن السنوات القادمة التي سيتقدم فيها حلول الشهر الكريم أكثر فأكثر عن موسم جني التمور ستشهد اعادة احياء مثل هذه العادات بقوة وستلقى التمور المخزنة بالطرق التقليدية رواجا كبيرا خاصة فى السوق المحلية.