تونس (وات)- أثارت التوصيات الصادرة عن لجان إصلاح المنظومة التربوية في تونس والتي تم نشرها على الانترنات منذ يوم 29 نوفمبر الماضي ردود أفعال عديدة لدى المربين كما لدى التلاميذ والأولياء ومديري المؤسسات التربوية والمتفقدين والقييمين. وقد سجل منتدى إصلاح المنظومة التربوية الذي تم إحداثه على موقع وزارة التربية على شبكة الانترنات، أكثر من 430 تعليقا تناولت هذه التوصيات من جوانب عديدة. وتأتي بادرة الوزارة وضع توصيات ونتائج عمل هذه اللجان على شبكة الانترنات في إطار النقاش المفتوح الرامي إلى إثرائها وتشريك كافة الأطراف ذات العلاقة في الجهود المبذولة لتطوير القطاع التربوي. واستأثر موضوع الامتحانات ونظام المراقبة المستمرة باهتمام غالبية مستعملي الشبكة ب87 تعليقا حيث اجمعوا على ضرورة المحافظة على العمل بنظام الأسبوع المغلق ومناظرتي "السيزيام" و"النوفيام" وإلغاء نظام الارتقاء الآلي في مراحل الدراسة الابتدائية الذي اسهم في تراجع المستوى العام للتلاميذ. ولئن أيدت غالبية الأساتذة المشاركين في هذا المنتدى إلغاء العمل بنسبة ال25 بالمائة في احتساب المعدل السنوي لشهادة الباكالوريا،فان التلاميذ والأولياء يقولون إنهم ضد هذا المقترح. كما سجل هذا المنتدى 66 تعليقا حول الدروس الخصوصية وحصص التدارك أشارت معظمها إلى منع الدروس الخصوصية، وأكد أصحاب هذا التوجه ضرورة اقتصار هذه الدروس على المؤسسات التربوية وبأسعار مدروسة. كما اقترحوا ان توكل هذه المهمة إلى العاطلين من حاملي الشهائد العليا لتمكينهم من مورد رزق. واستأثرت مسألة الزمن المدرسي ب64 تعليقا اجمع شق منها على فكرة العمل بنظام الحصة الواحدة وتخصيص الحصة المسائية للأنشطة الثقافية والرياضية، في حين رفض شق اخر هذا المقترح معتبرا انه لا يتماشى مع خصوصيات العائلة التونسية خاصة في غياب المطاعم المدرسية بمختلف جهات البلاد. ومن ناحية أخرى، أكد الأساتذة على ضرورة تشريك الإطار التربوي في تصور وإعداد البرامج والكتب المدرسية مقترحين الاعتماد أكثر على تكنولوجيات الإعلام والاتصال في عملية التدريس، ومراجعة البرامج المدرسية وتعزيز تدريس اللغات. وفيما يتعلق بتركيبة الإدارة المدرسية والتصرف فيها، تمحورت التعاليق أساسا حول دعم عدد القيمين ومراجعة النظام التأديبي. وحظي التكوين المستمر للمربين والإطار الإداري ووضع برامج موجهة للغرض باهتمام المشاركين في هذا المنتدى، بالإضافة إلى تقديم جملة من المقترحات الثرية والمتنوعة حول عملية التوجيه والحياة المدرسية عموما. وستتولى لجان موسعة تجميع مختلف هذه المقترحات ليقع استغلالها إلى جانب التوصيات التي قدمتها لجان تطوير المنظومة التربوية في وضع نظام تربوي متكامل وناجع يولي اهتماما خاصا للمؤسسات التربوية بالجهات الأقل حظا.