طبرقة (وات) - أجمع عدد هام من المشاركين في المؤتمر العادي ال22 للاتحاد العام التونسي للشغل ان هذا المؤتمر "يشكل مرحلة مفصلية لا فقط بالنسبة للعمل النقابي وإنما للمسار الاجتماعي والسياسي الذي تعيش على وقعه البلاد" مبرزين السمة الاستثنائية لهذه المحطة التي تأتي بعد نجاح ثورة 14 جانفي التي فسحت المجال لمسار وطني أكثر انفتاحا وحرية وتعددية وديمقراطية. في هذا الخصوص يرى عضو المكتب التنفيذي المتخلي للاتحاد العام التونسي للشغل الحبيب جرجير ان هذا المؤتمر "عادي لكنه يلتئم في ظروف استثنائية تمر بها المنظمة والبلاد"، وهو ما يستدعي من النقابيين حسب رأيه قراءة ما تطرحه المرحلة من تحديات بعيدا عن الأشخاص والتركيز على بحث سبل إعادة الهيكلة والآليات وذلك باعتبار ما للعمل النقابي من دور في بلورة الاتجاهات العامة للبلاد وما له من انعكاسات على التوجهات الاجتماعية الكبرى، داعيا إلى "الابتعاد عن منطق المحاصصة الجهوية والايديولوجية والقطاعية". وحول التوقعات بالسعي إلى تغليب منهج الوفاق في اختيار القيادة الجديدة للمنظمة الشغيلة لاحظ انه يرحب بكل توافق يخدم الاتحاد وأهدافه وارثه النضالي. من ناحيته أشار الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي سامي الطاهري وهو احد المترشحين لعضوية المكتب التنفيذي الجديد ان المؤتمر يشكل منعرجا حاسما في تاريخ البلاد اذ يحمل استحقاقات كثيرة أهمها ان الاتحاد العام التونسي للشغل احتضن أهداف الثورة وعليه مواصلة احتضانها لان جزءا كبيرا منها لم يتحقق وعليه تبنى هذه الأهداف للعمل على تحقيقها. وأضاف أن الأمل معقود على "أن يخرج الاتحاد من هذا المؤتمر قويا وان يعمل المكتب التنفيذي المقبل على تكريس الاستقلالية مفهوما وواقعا". وبخصوص العدد القياسي للترشحات، بين سامي الطاهري انها ظاهرة مألوفة في مؤتمرات الاتحاد ،متوقعا ان يشهد اليومان القادمان انسحاب عدد من المترشحين ،ملاحظا ان التوجه العام يرمي إلى اعتماد قائمة وفاقية، وفي نفس الوقت ألا يسلب هذا الأمر حق المترشحين في التقدم بترشحاتهم, ليبقى الصندوق هو الفيصل والحكم. أما عضو المكتب التنفيذي المتخلي محمد شندول فاعتبر ان المؤتمر ينعقد في ظرف تاريخي صعب لكن تبقى لنتائجه ومقرراته الدور الفاعل في المستقبل على قاعدة ان النقابيين لهم دورهم في الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد بشكل عام قائلا "ان الاتحاد كان دوما على موعد مع التاريخ وفي خدمة المصلحة الوطنية وكثيرا ما يجد أرضية تعامل مشتركة مع الفاعلين السياسيين". وأضاف ان النقابيين شاعرون بحجم المسؤولية وكلهم أمل في ان يفرز المؤتمر قرارات مهمة. وبين ممثل الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي والمرشح للمكتب التنفيذي عبد المجيد الصحراوي ان التحديات الراهنة وصعوبة الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد بعد الثورة وبداية مسار الانتقال السياسي يجعل من هذا المؤتمر صعبا واستثنائيا آملا ان يفرز قيادة وفاقية تكون قادرة على تلبية الانتظارات الكبيرة للعمال وخدمة مصالحهم وان يكون هذا التوافق مبنيا على قاعدة المشاركة الفعلية والتشاور وبعيدا عن المناورات الايديولوجية والجهوية التي تتوخاها بعض الأطراف. واعتبر عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل المترشح المولدي الجندوبي ان المؤتمر الحالي هو "مؤتمر تقرير المصير" سواء كان من أجل الشغالين أو من أجل البلاد خاصة انه ينعقد في ظروف حاسمة بدأت مع انهيار النظام الاستبدادي وبداية الانتقال نحو الديمقراطية التي عبرت عنها الانتخابات الأخيرة، وكذلك في ظل أوضاع استثنائية تعيشها البلاد على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وعن دور الاتحاد في المرحلة القادمة شدد على ضرورة الإنصات لمشاغل العمال وتشخيص الوضع الاجتماعي حتى يتم بناء تصورات واقعية مؤكدا أهمية التعامل مع الحكومة الجديدة وفق مصالح الشغالين والمؤسسات والبلاد. من جهته قال محمد سعد عضو المكتب التنفيذي المتخلي أن مؤتمر طبرقة مؤتمر تاريخي نظرا لتزامنه مع مرحلة تحولات كبرى تعيشها البلاد معتبرا هذا المؤتمر بمثابة "مجلس تأسيسي أو برلمان مواز" حيث انه يجمع أطيافا سياسية متنوعة متوقعا ان يكون هناك وفاق في ما يخص المكتب التنفيذي الجديد وذلك بسعي من كل الأطراف.