أديس أبابا (وات) - ترأس وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام، الوفد التونسي في أعمال الدورة العشرين للمجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي المنعقد يومي 26 و27 جانفي 2012 بأديس أبابا وهي الإجتماعات التي تسبق القمة الإفريقية الثامنة عشرة للإتحاد التي تلتئم هذه السنة تحت شعار "تعزيز التجارة البينية الإفريقية". وبين الوزير في كلمات ألقاها باسم تونس في اجتماعات المجلس التنفيذي، أن ثورة الشعب التونسي انطلقت ضد نظام قمعي دام أكثر من عقدين، انتهج الإستبداد والفساد والتهميش ونهب الثروات، قائلا: "هي ثورة عبر من خلالها الشعب التونسي عن إرادته وأهليته في ممارسة فعلية للحرية والديمقراطية وعن حقه في استرجاع كرامته وتقرير مصيره". وأعرب عبد السلام في هذا الصدد عن امتنان الحكومة التونسية للإتحاد الإفريقي وللبلدان الإفريقية التي عبرت عن وقوفها إلى جانب الشعب التونسي، مؤكدا التزام تونس بالمعاهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها وعزمها الإمضاء على المعاهدات والإتفاقيات الإفريقية التي لم تمض بعد. كما أبرز حرص تونس على دعم العمل الإفريقي المشترك والارتقاء بالتعاون القاري والثنائي ومتعدد الأطراف إلى أعلى المستويات، خدمة لقضايا شعوب القارة الإفريقية وتطلعاتها في تقرير مصيرها وتحقيق الأمن والاستقرار والكرامة والتكامل. وعبر عن عزم الحكومة الجديدة على تطوير علاقتها مع دول الإتحاد الإفريقي ومجموعة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في افريقيا /نيباد وتطوير التجارة البينية الإفريقية في إطار دبلوماسية فاعلة ونشيطة مع إفريقيا. وكانت هذه الإجتماعات فرصة لرئيس الوفد التونسي لاستعراض النتائج المحققة على درب الإنتقال الديمقراطي إثر انتخابات 23 أكتوبر 2011 وانتخاب مجلس تأسيسي ورئيس جمهورية وتشكيل الحكومة الحالية. وعلى صعيد آخر مثل وزير الشؤون الخارجية تونس في اجتماعات قمة النيباد وأعلن عن انضمام تونس إلى آلية التقييم من قبل النظراء وهي الآلية الملحقة بالنيباد والتي تعنى بتقييم أوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الرشيد في القارة الإفريقية. كما كانت لوزير الخارجية عدة لقاءات على هامش أعمال المجلس التنفيذي للإتحاد، مع رؤساء وفود كل من الغابون وجيبوتي وجزر القمر والسودان والجزائر وجنوب إفريقيا إلى جانب الصين وبريطانيا وإسبانيا ضيوف القمة. وتمحورت هذه المحادثات حول السبل الكفيلة بالنهوض بالتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بين تونس وهذه الدول الشقيقة والصديقة التي عبرت عن استعدادها الكامل لدعم تونس. ومن ناحية أخرى مثل عبد الله التريكي كاتب الدولة المكلف بشؤون العالم العربي وإفريقيا، تونس في اجتماعات تجمع دول الساحل والصحراء (س ص). وألقى كلمة بالمناسبة أبرز فيها الدور الهام الذي تضطلع به هذه المنظمة الإقليمية إلى جانب الإتحاد الإفريقي في النهوض بالتنمية في منطقة الساحل والصحراء وأهمية المحافظة عليها وعلى دورها لتحقيق السلم والاستقرار والازدهار الاقتصادي.