صفاقس (وات)- وسط جدل فكري وسياسي واسع ورفض من عديد مؤسسات المجتمع المدني والتيارات السياسية بجهة صفاقس، ألقى الداعية المصري وجدي غنيم اليوم خطبة الجمعة من منبر جامع سيدي اللخمي بصفاقس، أكبر جامع بالجهة بحضور آلاف من المصلين. كما أحيط هذا اللقاء بإجراءات أمنية مكثفة من قبل وحدات الجيش والأمن الوطنيين تحسبا لأي تبادل للعنف بين المناصرين والمناهضين للداعية حيث تمت معاينة عديد الدوريات الأمنية في محيط الجامع. ولم تستجب السلط الجهوية بصفاقس لأطراف من الجمعيات والتيارات الفكرية والإيديولوجية التي طالبت بمنع اجتماع وجدي غنيم بالجماهير مبررة ذلك ب"المواقف الدينية المتشددة لهذا الداعية". فقد خيرت هذه السلط الوقوف على الحياد وتمكين كل الأطراف من التعبير عن مواقفها والقيام بأنشطتها في كنف الحرية ودون المساس بسلامة المناخ الأمني. وفي حين كان وجدي غنيم يلقي خطبته نظمت القوى المناهضة له أمام مقر الولاية وقفة احتجاجية شارك فيها ممثلو جمعيات وحساسيات سياسية على غرار الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعدد من الأحزاب ذات التوجه اليساري والجمعيات ذات الصبغة الحقوقية والمدنية. ورفع المشاركون الذين قدر عددهم بالمئات شعارات على غرار "تونس تونس حرة حرة والرجعية على بره" و"لا فتنة لا غنيم كلنا توانسة مسلمين" و"تونس دولة مدنية لا خلافة إسلامية" و"موش إمارة إسلامية ثورتنا ثورة شعبية". في المقابل قال السيد رضا الجوادي الإمام الخطيب بجامع سيدي اللخمي في كلمة ألقاها قبيل خطبة الجمعة ان هذا اللقاء الذي رتبته هيئة الجامع ليس له أي غطاء حزبي أو طائفي منتقدا انحياز وسائل الإعلام في معالجتها لحدث استقدام غنيم ومذكرا بأن الجامع سبق له ان استضاف عددا من الأئمة الدعاة والمفكرين الإسلاميين على غرار صفوت حجازي وموسى الشريف ومحمد القطان. ولئن تركزت خطبة الداعية وجدي غنيم على إبراز أركان عقيدة التوحيد وقواعد الدين الإسلامي والقيم الدينية والدنيوية التي يقوم عليها، فانها لم تخل من بعض الإشارات التي وجه فيها غنيم الاتهام لمن اسماهم ب"الكارهين للدين"بمناصبة "العداء للشريعة الإسلامية السمحة في تونس".