قابس (وات)- احتضنت قاعة المجلس الجهوى بقابس يوم السبت اشغال الملتقى الاقليمي للتشغيل لولايات قابس ومدنين وتطاوين وتوزر وقبلى وقفصة. واشار السيد عبد الوهاب معطر وزير التكوين المهنى والتشغيل بالمناسبة ان قضية التشغيل مسالة وطنية تهم كل التونسيين مبرزا عزم الحكومة على تشريك العاطلين عن العمل واكبر عدد ممكن من قطاعات المجتمع فى وضع الخيارات والتصورات الملائمة لايجاد حلول لهذه المعضلة معبرا عن يقينه بان الشعب التونسي قادر على قلة امكانياته على النهوض بهذه المهمة الوطنية الجسيمة. واوضح ان النضام البائد قد عمل جاهدا على اخفاء حقيقة البطالة لتكشف احصائيات المعهد الوطنى للاحصاء عن وجود حوالي 750 الف عاطل عن العمل فى تونس خلال شهر فيفري 2012 منهم 33 فاصل 6 بالمائة من خريجى التعليم العالى. وأفاد ان المنوال التنموى الذى كان معتمدا فى تونس لم يخدم قضية التشغيل مشيرا الى ان الدولة قد قامت باقتراض 2000 مليون دينار من المؤسسات الدولية بغاية النهوض بالتشغيل تم تحويل جلها لمعالجة مسائل اجتماعية وكتعويضات عن البطالة ولم تسهم الا فى خلق عدد محدود من مواطن الشغل. ولاحظ ان مشكل البطالة يزداد حدة فى الجهات الداخلية والمهمشة ومن بينها ولايات الجنوب حيث ترتفع نسبة البطالة الى اكثر من ضعف المعدل الوطنى مبينا انه سيكون هناك تمييز ايجابى لهذه الجهات. من جهته بين السيد سليم بن حميدان وزير املاك الدولة والشؤون العقارية ان من حق كل تونسى ان يحلم بدولة الرفاه التى توفر الشغل لكل ابناءها مشيرا الى ان قضية التشغيل مرتبطة بضرورة اجراء اصلاح متكامل يساعد على تجاوز الدمار الذى تركه الاستبداد واعادة بناء الدولة على اسس متينة تمكن من توزيع ثروات البلاد بشكل عادل. وبين ان وزارة املاك الدولة والشؤون العقارية تبذل جهودا كبيرة لفض الاشكاليات العقارية المطروحة عبر اجراءات عديدة من شانها ان تساعد على تجاوز العراقيل التى تعيق الاستثمار الذى يمثل عاملا رئيسيا لكسب رهان التشغيل. تمت خلال هذا الملتقى الذى شارك فيه ممثلون عن الاحزاب السياسية والمنظمات المهنية وبعض المؤسسات وجمعيات المعطلين عن العمل اثارة العديد من الاشكاليات المطروحة ومنها ضرورة التخلى عن الاليات الهشة للتشغيل والقضاء على البيروقراطية الادارية والمحسوبية والفساد والاسراع بالاعلان عن نتائج كل المناظرات العمومية وبعث صندوق تعويض عن البطالة وربط الامتيازات المسندة للمشاريع بعدد مواطن الشغل التى تحدثها. كما تطرق بعض الحاضرين الى عدد من الصعوبات التى تحول دون الاقبال على الانتصاب للحساب الخاص ومن بينها عدم توفر المناطق الصناعية وغياب المناخ الملائم للاستثمار وافتقاد الباعث للتمويل الذاتى اللازم لبعث المشروع. يشار الى ان هذا الملتقى يندرج فى اطار الاعداد للمؤتمر الوطنى للتشغيل الذى يهدف الى رصد واقع التشغيل وطنيا وجهويا واقتراح برنامج طموح يتماشى مع انتظارات طالبى الشغل وتطلعات الجهات ضمن سياسة تشغيلية تقطع مع سياسات الماضى.