تونس (وات)- أفاد الأستاذ فيصل الهنتاتي الباحث في أمراض الأعصاب ورئيس قسم بالمعهد الوطني للأعصاب بتونس ان دراسات علمية أثبتت أن نسبة 10 بالمائة من حالات مرض "بركينسون" المسجلة في تونس لها سوابق مرضية في العائلة. وقال الأستاذ الهنتاتي في تصريح ل"وات"، بمناسبة اليوم العالمي لمرض "بركينسون" الموافق ليوم 11 أفريل من كل سنة، أن هذه الدراسات مكنت كذلك من تحديد 14 نوعا من الجينات المسببة للمرض داخل العائلة. كما أكدت الدراسات أن الإصابة الناجمة عن أسباب غير وراثية بمرض "بركينسون" تبدأ في الظهور متأخرة أي بعد سن الخمسين. وذكر الباحث بأنه يشرف منذ سنوات على انجاز عديد البحوث والدراسات حول الجانب الوراثي لهذا المرض في تونس بما مكن من تسليط الضوء على أسبابه وإطلاق نقاش حول مختلف الطرق العلاجية الممكنة له. ويصيب مرض "بركينسون" 1 بالمائة من سكان المعمورة البالغين من العمر أكثر من ستين سنة. ويعتبر هذا المرض المزمن الذي يبدأ ظهوره لدى المصاب غالبا في سن الخمسين، من أكثر الأمراض المعروفة، بعد داء "الزهايمر"، التي تصيب الأعصاب بالانحلال مع أعراض من أبرزها الرعشة وبطء الحركة والتصلب. ويتميز هذا المرض بأنه يتطور بشكل بطيء اذ تظهر الإصابة به بعد فترة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات، ويؤدي إلى العجز بعد فقدان السيطرة على مختلف العضلات. ولم يتم إلى حد الآن التوصل إلى دواء ناجع لمرض "بركينسون" إذ تقتصر الطرق العلاجية المتوفرة على التدخل الجراحي وعلى التربية والتوعية الصحية للمصاب، مع استعمال عدد من الأدوية بهدف الحد من أعراض هذا المرض وتأخير تطوره فحسب. ورغم التحسن الملحوظ في الطرق العلاجية بفضل ما حققه تقدم البحث العلمي خلال العقود الأخيرة، فان أسباب الإصابة بمرض "بركينسون" تظل مجهولة إلى اليوم باعتبار ارتباطها بجملة من العوامل، من بينها الاستعداد الجيني والعوامل المحيطة ووضع التهرم الذي يختلف من مريض إلى آخر. وينصح الأطباء، المصاب بداء "بركينسون"، بممارسة نشاط بدني منتظم لتقوية الهيكل العظمي ولتفادي الوقوع، وبالتعرض إلى أشعة الشمس للحد من نقص الفيتامين "د" وبالقيام بتمارين الاسترخاء وبالابتعاد قدر الإمكان عن الضغوط النفسية فضلا عن إتباع نظام غذائي سليم وشرب كميات كافية من الماء. ومن المستحسن أن يتولى طبيب مختص متابعة حالة المريض لمساعدته على التوقي من القلق والاضطراب الذي يخلفه هذا المرض عندما يطال خلايا معينة بالدماغ. يذكر أن فريقا طبيا برئاسة الطبيب التونسي المختص في جراحة الأعصاب البشير جراية، تمكن سنة 2009 ، بعد 4 سنوات من البحث بمستشفى "هنري ماندور" بباريس من التوصل إلى علاج جديد يتمثل في دواء يتم حقنه في الدماغ ويتيح تنشيط مادة "الدوبامين" التي يتسبب نقصها في مرض "بركينسون".