تونس (تحرير سارة الحطاب) -اعتبر كاتب الدولة للشؤون الاوروبية التوهامي العبدولي ان معاملات تونس مع الفضاء الاوروبي يفرضها التاريخ والواقع المعيش قائلا "بان تونس دولة لا يمكن ان تجد توازنها الاقتصادي والثقافي والعلمي والتربوي الا في فضائها الجيوسياسي الاورومتوسطي" مشيرا الى ان هنالك حتمية تاريخية واجتماعية وسياسية تفرض التوجه نحو اوروبا والتعامل معها على اساس انهاالشريك الاول. وبعد ان ذكر بان نسبة تعامل تونس مع الشركاء الاوروبيين تصل الى حدود 80 بالمائة بين العبدولي ان علاقات تونس مع البلدان الاوروبية لم تتاثر كثيرا رغم الهزات السياسية التي تسببت في الماضي في تعطيل نسق الاستثمارات وذلك بالنظر الى ان //الديبلوماسية تتجاوز عموما الرؤية السياسية للنظام //. واكد التوهامي العبدولي في لقاء مع //وات// ان استراتيجية وزارة الشوءون الخارجية لتطوير الدبلوماسية التونسية في الفضاء الاوروبي ترتكز اليوم على اعادة التموقع والانتشار من خلال الارتقاء بالتمثيلات الدبلوماسية لكل من السويد وفيلندا والنورفاج الى مستوى السفارات الى جانب الفصل بين سفارة الاتحاد الاوروبي وسفارة بلجيكا بحيث يصبح لتونس سفارة خاصة بالاتحادالاوروبي في بروكسال وسفارة اخرى لبلجيكا. وافاد في هذا السياق ان الوزارة تعكف حاليا على اعداد برنامج لفتح سفارات في كل من الدنمارك وسلوفاكيا وبلغاريا وسلوفينا واكرانيا لاسباب اقتصادية فضلا عن قنصليات بكل من استونيا ولكسمبورغ وايرلندا واذربيجان وتطوير بعض القنصليات الى قنصليات عامة. وذكر بان تونس اليوم تؤمن حضورا ديبلوماسيا في 48 دولة اوروبية من خلال 22 بعثة دبلوماسية اي بنسبة تغطية تبلغ 46 بالمائة قائلا في هذا الصدد // لدينا الان 18 سفيرا و4 قائمين بالاعمال في اوروبا//. وبين التوهامي العبدولي في سياق متصل ان عدد البعثات الديبلوماسية في الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي يبلغ 17 بعثة ديبلوماسية ممثلة من خلال 14 سفير و3 قائمين بالاعمال. واوضح ان التمثيل الدبلوماسي لتونس لا يتجاوز الخمس بعثات دبلوماسية بالنسبة للدول الاوروبية من غير الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ومن ضمنها تركيا وروسيا وبلدان اسيا الفتية. افاق واعدة للدبلوماسية التونسية في الفضاء الاوروبي ولدى تطرقه لملف الشراكة متعددة الاطراف سيما علاقة تونس بالاتحاد الاوروبي اكد العبدولي على مواصلة //تونس التفاوض للارتقاء الى مرتبة الشريك المتميز او الاستراتيجي// مشيرا الى ان الخطوات المقطوعة في هذا الشان تتمثل بالخصوص في السعي الى تفعيل عديد الاتفاقيات من ذلك اتفاقية التبادل الحر وذلك في اطار معادلة تسعى الى حماية الانتاج الوطني مع الانفتاح على السوق الاوروبية. وعن علاقات تونس ببلدان اوروبا وصف كاتب الدولة للشؤون الاوروبية فرنسا بالشريك الاول لتونس بامتياز حيث تحتل مرتبة الصدارة في حجم المعاملات على جميع الاصعدة مذكرا بالدعم الذي قدمته لتونس والذي يبلغ 350 مليون يورو /حوالي 700 مليون دينار/ سنة 2011 ثم 185 مليون يورو كدعم للميزانية من اجل اعادة تنشيط الاقتصاد. اما عن ايطاليا وهي الشريك الثاني لتونس في المعاملات الاقتصادية فبين التوهامي العبدولي انها //قدمت دعما عاجلا لتونس قدر ب5مليون يورو// كما فعلت قرضا لدعم المؤسسات الاقتصادية المتوسطة والصغرى بقيمة 73 مليون يورو الى جانب منحها تونس قرضا اخر بقيمة 35 مليون يورو سيتم توظيفه في المجال البيئي. وبخصوص علاقات تونس مع المانيا فقد ذكر العبدولي بان //المانيا هي اول دولة ساندت تونس ايام الثورة وبعدها// حيث منحت البلاد قرضا يقدر ب35 مليون يورو في اطار الشراكة الاقليمية كما منحتها قرضا اخر يقدر ب32 مليون يورو لدعم مسار الانتقال الديمقراطي بالبلاد الى جانب اتفاق تونس مع الجانب الالماني بتحويل الديون التونسية الى مشاريع خاصة بالتنمية بمبلغ قدره 60 مليون يورو. تعدد اوجه التعاون بين تونس اوروبا وتحدث كاتب الدولة للشؤون الاوروبية عن دفع العلاقات التونسية الاوروبية في مجال السياحة مشيرا في هذا الصدد الى وجود افاق واعدة للتعاون سيما منها // عودة انعاش السياحة الفرنسية والايطالية والالمانية والانقليزية حيث سيشهد الموسم السياحي تزايدا مهما في نسبة قدوم السواح الروس الذين من المتوقع ان يتجاوز عددهم 250 الف سائح مقابل تقديرات باكثر من 150 الف سائح بالنسبة للسوق البولونية//. ولم يغفل العبدولي عن التطرق في علاقة تونس باوربا الى ملف جرحى الثورة فاوضح في هذا الشان بان صربيا وروسيا وبولونيا ستتكفل كل واحدة بعلاج خمسة من جرحى الثورة مقابل تكفل ايطاليا باثنين اخرين وتعهد رجل اعمال تونسي بستكهولم باثنين اضافيين. وفي السياق ذاته اعتبر كاتب الدولة ان اهم انجاز للديبلوماسية التونسية هو انشاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمركز لمعالجة الامراض السرطانية باحدى المناطق المهمشة تقدر قيمته ب12 مليون دينار تونسي مشيرا في هذا الصدد الى زيارة الرئيس المدير العام للوكالة من 14 الى 16 ماي القادم للتباحث في هذا الشان. وذكر ببعض الهبات الاخرى التي انتفعت بها تونس من ذلك تجهيز ايطاليا لبعض المستشفيات بسيارات اسعاف منها واحدة بسيدي بوزيد واخرى بالكاف ومكثر. واشار كاتب الدولة للشؤون الاوروبية الى ان ايطاليا وفي اطار الدعم المقدم لتونس وفرت مساعدة في شكل تجهيزات لوزارة الداخلية قدرت ب80 مليون يورو. كما قدمت قرضا قيمته 40 مليون يورو لدفع التنمية الجهوية فضلا عن منحها التونسيين الذين عبروا الى ايطاليا بعد الثورة تصاريح او بطاقات اقامة. وتطرق في جانب اخر من اللقاء الى علاقات تونس الديبلوماسية مع اوروبا خلال فترة حكم الرئيس المخلوع التي قال عنها انه //لم تتاثر كثيرا باعتبار ان خبراء وزارة الخارجية كانوا يضعون مصلحة تونس نصب اعينهم ماعدا من تعامل منهم مباشرة مع النظام السابق// على حد تعبيره. وبين ان //اصعب ملف في التعامل الديبلوماسي لتونس مع الفضاء الاوروبي كان ملف حقوق الانسان //لما تميز به هذا الملف من تعتيم كامل فكان سلك الخارجية يعمل على تلميع صورة تونس في هذا الشان عن طريق وكالة الاتصال الخارجي وهو امر لا يتحمل مسؤوليته الدبلوماسيون انما النظام البائد// حسب قوله. وافاد ان السلك الدبلوماسي قد تم //تدميره بالدخلاء من خارج القطاع ممن ليست لهم اية علاقة بالدبلوماسية// مذكرا بان نسبة التعيينات على راس البعثات الديبلوماسية بلغت خلال فترة الرئيس المخلوع اكثر من 75 بالمائة من غير ابناء وزارة الخارجية.