باردو (وات)- أكد رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي ورئيس الحكومة الانتقالية بليبيا عبدالرحيم الكيب "حتمية التكامل بين البلدين " بهدف بلوغ وحدة حقيقية خلال المدة القادمة خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين. وأوضحا في ندوة صحفية عقب محادثتهما مساء الخميس بمقر وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية بباردو أنهما بحثا الملف الأمني وحماية الحدود بين البلدين إلى جانب التكامل والاندماج الاقتصادي والتعاون في مجالات الصحة والصناعة والطاقة والتشغيل والاستثمار. وبين السيد حمادي الجبالي في ذات السياق أنه عهد لأعضاء الحكومتين بإعداد مذكرات اتفاقيات مشتركة تتوج بها الدورة القادمة للجنة العليا المشتركة التونسية الليبية. وشدد على الترابط الوثيق بين البلدين على الصعيد الأمني ،مؤكدا بالقول ان "أمن ليبيا هو أمن تونس ، وانه لا يمكن أن تكون تونس مصدر تهديد لأمن ليبيا بأي شكل من الأشكال". وأوضح أن الإرادة المشتركة في بناء فضاء مغاربي فعال في انتظار توسيع مجالات التعاون مع بلدان من المشرق والمغرب موضحا أن "النجاعة تقتضي البدء بالفضاء المغاربي ليمتد لاحقا إلى فضاء أرحب باتجاه الشرق والغرب". وعن تزامن زيارة الرئيس الايطالي إلى تونس مع زيارة رئيس الحكومة الليبية إلى تونس وتفسير بعض الأطراف ذلك بسعي كل من تونس وليبيا وايطاليا لتنسيق الجهود لوقف الهجرة السرية إلى ايطاليا بين الجبالي أن "التنسيق الثلاثي مطلوب بين تونس وليبيا وجيرانهما الأوربيين ومع غيرهما من الأطراف بخصوص هذا الملف." وفي ما يتعلق بقضية أمين اللجنة الشعبية العامة السابق في نظام القذافي البغدادي المحمودي المسجون منذ أشهر في تونس قال الجبالي "إن موضوع المحمودي وغيره لن يكون منطلقا لتهديد الشعب الليبي وأمنه". وأضاف قوله "موقفنا واضح في هذا الموضوع ولنا قرار قضائي بشأنه وقرار حكومي سابق وآخر لاحق بخصوصه ... ونحن في خدمة الشعب الليبي وثورته وتحت إشارته في هذا المجال وغيره". وتابع قائلا " لا يحرجنا شيء في سبيل أمن ليبيا ونجاح ثورتها وخدمة شعبين" وأضاف "كيف لنا أن نؤاخذ أو لا نفهم مطالبة الشعب الليبي بمن اقترف جرما في حقه ونحن بدورنا نطالب بالمجرمين وباستعادة المخلوع ..هذه قضية يؤطرها القانون ويحكمها المبدأ بين الحكومتين". ومن جهته أشار عبدالرحيم الكيب إلى "وجود مجال واسع وكبير لتحقيق التكامل بين البلدين" يمليه من وجهة نظره واقع ملموس، مشددا على أنه "لا خيار أمام ليبيا وتونس سوى التكامل وبشكل عملي وجدي". ودعا الكيب المستثمرين وأصحاب المؤسسات واليد العاملة التونسية للقدوم إلى بلاده مؤكدا على أنه "سيمنح للتونسيين تسهيلات للاستثمار والعمل في ليبيا". وقال "إن أمن تونس واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن ليبيا واستقرارها"، منوها بما قدمه الشعب والسلطات التونسية لاخوتهم الليبيين إبان ثورتهم "على الطغيان". وأكد انه "لن يحرج السلطات التونسية" بخصوص موضوع البغدادي المحمودي. وفي ما يتعلق بالانتخابات المقبلة في ليبيا أوضح الكيب أن عدد المسجلين في الانتخابات تجاوز حتى صباح الخميس المليونين و300 ألف ناخبا أي ما يمثل 60 بالمائة من العدد الجملي للناخبين وهو معطى قال " إنه يعد بانتخابات ناجحة"، مؤكدا أن أجال التسجيل ما يزال أمامها خمسة أيام.