مدنين (وات) - يحاول اللاجئون بمخيم الشوشة ببن قردان من ولاية مدنين، ان يجعلوا من مخيمهم، مجتمعا طبيعيا، يمارسون فيه كل اشكال الحياة ويتعاطون فيه انشطة ترفيهية ورياضية ولو لبضع الوقت، يلهيهم عن معاناة الحياة. فقد فرض طول اقامة اللاجئين الذين احتضنتهم تونس ابان الثورة الليبية، ادراج خدمات وانشطة جديدة بالمخيم، لم تقتصر على حصص للتعليم، بل شملت ورشات تدريبية لفائدة المراة تتعلم فيها مهارات الخياطة والتطريز وصناعة الصوف والرسم على البلور، الى جانب ورشة للنجارة يجد فيها عدد من اللاجئين الرجال ملاذا لهم. ولا يزال مخيم الشوشة، المنتصب منذ الايام الاولى من بداية تدفق اللاجئين من ليبيا على اثر قيام الثورة الليبية، يحتضن قرابة 2700 لاجئ، يسهر الجيش الوطني على حمايتهم ويقوم متدخلون باغاثتهم على غرار المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الاغاثة الاسلامية من خلال توفير كل الخدمات التي يستحقونها من اكل وشرب وصحة واحاطة نفسية واجتماعية. وقطعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اشواطا هامة في ضمان عودة اللاجئين الى ليبيا وتوطين غير الليبيين الى بلدانهم واعادة توطين اخرين بعد ان رفضوا العودة الى دولهم، حيث بلغ عدد الذين غادروا الى دول اوروبية والى الولاياتالمتحدةالامريكية وكندا 1500 لاجئ. يذكر ان عدد الفارين من المواجهات الدامية بليبيا قد وصل الى 480 الف لاجىء من عديد الجنسيات وكانت المفوضية "تقوم في نفس الوقت باعادة التوطين والاستقبال " وهي عملية اعتبرتها المسؤولة الاممية بمكتب المفوضية بجرجيس هالة حوراني "فريدة من نوعها". ورغم مجهودات المفوضية الا ان مستقبل قرابة 287 من المتواجدين بالمخيم ما زال غامضا حيث لم يقع الاعتراف بهم كلاجئين وهو ما جعل مصيرهم مجهولا فهم لا يرغبون في العودة الى بلدانهم وبلدان اعادة التوطين لا تقبلهم. واكدت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتونس اورسولا شولز ابو بكر ان المنظمة "تعمل بشكل وثيق مع بلدان اعادة التوطين والحكومة التونسية" بهذا الخصوص، معربة عن املها في ان "تؤدي الجهود المشتركة الى ايجاد حلول دائمة للاجئي مخيم الشوشة وفي بلدان اخرى في اقرب وقت ممكن". كما يوجد بالمخيم اطفال دخلوا الشوشة بعد ان اجتازوا الحدود التونسية الليبية بمفردهم او مصحوبين بعائلات غير عائلاتهم الاصلية ليجدوا انفسهم بعد رحيل من اصطحبهم بين ايادي منظمات انسانية ترعاهم وتعمل جاهدة على ايجاد حلول تنقذهم من مخاطر نفسية قد تكون لها اثارها السلبية على مستقبلهم. ولعل الاحتفالات التى تقام بمناسبة اليوم العالمي للاجئ والتى تتواصل الى يوم 24 جوان الجاري تحت شعار "اللاجئون ليس لديهم خيار. وانت لديك"، تكون فرصة لمزيد اشعار المنظمات الدولية الانسانية بواقع اللاجئين وتجد لهم بلدان تستقبلهم. وتنتظم بمناسبة الاحتفالات، انشطة متعددة ترفيهية وتنشيطية لفائدة اللاجئين على غرار اقامة مباريات في كرة القدم بين اللاجئين وعدد من الموظفين بالمنظمات الاممية الانسانية، واحتفالات بدار الثقافة بجرجيس يتخللها عرض فيلم من انتاج لاجئة باكستانية بعنوان "حياة في قطع"، اضافة الى تقديم معرض لانتاجات اللاجئين من لوحات واعمال حرفية تقليدية وحفل فني تحييه الفنانة الفلسطينية ريم البنا بمخيم الشوشة.