تونس (وات) - نحو التنظير لاصطلاح يؤسس لمفهوم جديد للحوار، هو المحور الجوهري للندوة التي تنتظم ببيت الحكمة يوم الاثنين 25 جوان الجاري ببادرة من جمعية "ريسيت" للحوار بين الحضارات، وذلك في استجابة للسياقات المستحدثة التي تعرفها المؤسسات الدينية والمفاهيم الديمقراطية في اتجاه إصلاح ينزاح عن تجاذبات العلمانية والليبرالية والدوغمائية وأصوات التطرف والتصلب. فهذا الملتقى يفسح المجال لعديد المثقفين والمفكرين سواء كانوا عربا أو أوروبيين للتحاور حول الاهتمامات الراهنة التي خلفتها التغيرات السياسية الطارئة في تونس وفي العالم العربي وما صاحبها من تحولات في الفكر والسياسة والثقافة على الصعيدين العربي والأوروبي. ويتيح هذا الملتقى، فضاء للتداول نظريا وتحليليا، بشأن دور المؤسسة الدينية الإسلامية في إرساء ديمقراطية دينية من شأنها أن تنشر العدالة الاجتماعية المنشودة في حمى التجاذبات الطائفية التي تلقي بظلالها من حين إلى آخر على مسألتي السلم والاستقرار في بلدان الربيع العربي. كما يبحث الحضور في كيفية إرساء حوار فعلي مبني على مقاربات تنطلق من مفهوم التشارك الثقافي وتحد تلك التصورات التي خلقت فجوات بين الحضارات والأديان، سياسيا وتاريخيا وثقافيا. ويسعى الملتقى كذلك إلى تجاوز المعضلة الاصطلاحية لمفهوم الحوار ليضحي أداة من شأنها أن تقلص الخلافات والصراعات بين الثقافات في ظرف تمر فيه المنطقة العربية بتحولات مفصلية غيرت الملامح السياسية لمجتمعاتها. وتتناول المداخلات في هذا المضمار الذاكرة الجماعية العربية اليوم التي تتقلب بين أتون التجاذبات المغذية للطائفية قابلتها أصوات آمنت بالتحاور وأطلقت مفهوما للحوار على أساس العدالة والإصلاح والمصالحة بعيدا عن التعسف ضد كل ما هو مخالف. كما تتمحور المداخلات التي ستقدم خلال الملتقى حول "لغة الحوار" و"الإصلاح بين المفهوم الديني والمنظور السياسي"و"التحول الديمقراطي والعدالة الديمقراطية." وتتناول المحاضرات أيضا مسالة "الليبرالية السياسية بين الدين والعلمانية" و"حقوق المرأة العربية، بين الماضي والحاضر والمستقبل" و"مفهوم الإصلاح الديني" و"الديمقراطية الدينية" في مسعى للبحث في مفهوم الإصلاح الديمقراطي من المنظور الإسلامي الذي ينقد التطرف في تأويل النص المقدس.