تونس (وات) - انتظمت صباح الثلاثاء بالعاصمة زيارة دراسية بمبادرة مشتركة بين الوحدة الاورومتوسطية التابعة لوزارة الشباب والرياضة بتونس والوحدة الإقليمية وتتواصل إلى غاية 1 جويلية القادم تحت شعار"بعد الربيع العربي: واقع العمل الشبابي في تونس". وأوضح نبيل بالناصر ممثل مفوضية الاتحاد الأوروبي أن تونس تعد من الدول الأوائل التي تقدمت في تنفيذ برنامج الشباب بما يؤكد جدية العمل الذي تقوم به الوحدة الاورومتوسطية في تونس، مبينا أن البرنامج يهدف أساسا إلى ربط الصلة بين المنظمات وتشبيك المجتمع المدني في تونس والخارج. وأضاف أن التحديات التي تعترض الشباب في المناطق الاورومتوسطية تتشابه كثيرا رغم اختلاف التحديات ،مبينا أن البرنامج يرمي بالخصوص إلى خلق الثقة المتبادلة بين الشباب لتجاوز العقبات وهو ما بدأ يترسخ بتونس بصورة بطيئة. وأفاد محسن الحكيري رئيس الوحدة الاورومتوسطية بتونس أن هذه الزيارة تندرج في إطار المرحلة الرابعة من البرنامج الاورومتوسطي الخاص بالشباب ،مضيفا أن هذا الملتقى يرمي إلى تعزيز قدرات الشباب وتوسيع آفاق الشراكة على امتداد أسبوع كامل بهدف تمتين التعاون بين الشمال والجنوب. وأضاف أن هذه الزيارة جمعت بين مسؤولين حكوميين من الوكالات الوطنية التي تسهر على برنامج الشباب ومنظمات من المجتمع المدني للتعرف على السياسة الشبابية في تونس والإمكانيات المتوفرة في هذا الشأن. ومن جهتها أبرزت فريديريكا ديمتشيلي "المكلفة بالإعلام صلب المفوضية الأوروبية" أن العديد من البرامج التي كانت مقررة على المستوى المتوسطي شهدت تعديلات جمة بسبب تغيير السياسات في البلدان العربية بصفة خاصة وأصبحت مطالبة بدعم المسار الديمقراطي في جنوب المتوسط كما أن الأهداف تغيرت مع التوسع الأوروبي الذي أصبح يشمل أوروبا الشرقية "القوقاز وروسيا"، فضلا عن الشرق الأوسط. وأكدت أن المسألة لا تتعلق بالجوانب المادية والآليات بقدر ما تتعلق بتحديد حاجيات الدول والشباب بصفة خاصة مشددة على ضرورة تدعيم شراكة حقيقية مع الدول الجنوبية وخاصة الدول التي تمر بمرحلة انتقالية. وأفاد برنارد ابريانيي " منظمة سالتو الاورمتوسطية " أن التواصل مع الشباب التونسي بصفة خاصة ساهم في إنجاح العمل في تونس، مبينا أن الهدف الأساسي من هذه الزيارة الدراسية يتمثل في الوقوف على الأحداث التي جدت في تونس منذ الثورة وما بعدها. وأشار إلى أن العديد من المنظمات الوطنية وغير الحكومية بتونس ساهمت في التقدم في مراحل تنفيذ هذا البرنامج لما تتسم به العلاقات من تفاهم وتقارب مما أفرز شراكة مثمرة وجدية رغم العقبات الموجودة. ومن جهته استعرض كمال هنيد من الإدارة العامة للشباب أهم ملامح السياسة الشبابية في تونس ،مبينا أن واقع الشباب بعد الثورة أصبح يتسم بالوضوح والشفافية في التعامل مع هذه الشريحة انطلاقا من الوعي بقيمة الشباب في المنوال التنموي. وبين أن الوزارة سعت خلال السنة الجارية إلى تدعيم 120 مبادرة شبابية كما انتدبت 2350 إطارا مختصا في التنشيط والتدخل الاجتماعي بالإضافة إلى دعم الأنشطة والبرامج الاجتماعية في الأحياء ذات الكثافة السكانية. ويتضمن البرنامج زيارة إلى العديد من ولايات الجمهورية إلى جانب تقديم عدد من العروض والمداخلات ذات العلاقة بشأن الشباب والاطلاع على واقع العمل الشبابى والجمعياتى بعد الثورة لا سيما في المناطق الريفية.