تونس (وات) - تأليف بين أكثر من ثلاثين مطربا تونسيا من الجيلين في وصلات غنائية راوحت بين المالوف واغان في البال لمطرب الخضراء الفنان الراحل علي الرياحي كما عرفه الأجيال، ولان الفن الأصيل يأبى النسيان فقد كان الحنين يملأ حناجر المنشدين في عرض "استفتتاح" الذي دقت به قلوب الحاضرين ليلة الخميس في ضربة بداية الدورة 48 لمهرجان قرطاج الدولي في هذا العرض شدت أصوات صاعدة وأخرى محترفة بطبوع احد كبار المطربين الراحل علي الرياحي (1912-1970 ) الذي تمنى ان يتوفى على خشبة المسرح ومن شدة ولعه بالفن والغناء وافاه الأجل هكذا ليبقى علامة فارقة في الفن التونسي وأبرز المجددين في المدونة الغنائية التونسية. "ماحبيتش وعمري عمري ما نحب" و"تكويت وما قلت احييت" و"زينة يا بنت الهنشير" و"بيت شعر" كلمات والحان من اشهر اغاني مطرب الخضراء صدح بها فنانون من الجيلين لتكون لمسة وفاء عاشها الجمهور الحاضر بأعداد هامة من مختلف الاعمار فكان الفنان المحتفى به نقطة وصل فني ارضت ميولات الذائقة الفنية لكل الحاضرين. والمسرح الاثري بقرطاج استعاد بريقه مساء الخميس في ليلة اجتمع وانسجم فيها رواد الأغنية التونسية على غرار لطفي بوشناق وزياد غرسة وحسن الدهماني وفيصل الرياحي وعبد الوهاب الحناشي وحسين العفريت مع الجيل الجديد مثل اسماء بن احمد وسفيان الزايدي وشهرزاد هلال، فجاء عرض "استفتاح" بتوقيع تونسي طريف ليعلن عن انطلاق دورة استثنائية لمهرجان عريق اشتاق لأضواءه ومدارجه رواده الذين يتطلعون الى عروض تعيد الهبة الفنية للمهرجان بعيدا عن التجاذبات والاعتبارات الاخرى. الفقرة الاخيرة للعرض خصصت لتكريم كبار الاغنية التونسية على الركح وهم سلاف ومحمد العش وسعاد محاسن وتوفيق ناصر وصفوة وعبد السلام النقاطي وكمال رؤوف النقاطي ومحسن الرايس ومصطفى زغندة ورضا الحجام بعض الاسماء المكرمة تغيبت الا ان غيابها لم يثن في تقديم تحية خاصة لهم وهم زهيرة سالم ونعمة وقاسم كافي ومحمد ساسي وعز الدين ايدير والهادي قلال. وبما ان الفن أنبل لغة لتبليغ رسالة الحب والوفاء للوطن اختار الفنانون في ختام السهرة أداء النشيد الوطني إيمانا منهم بان أي ضرب من ضروب العطاء الفني والإبداعي هو نتاج توافق وفخر وانتماء لثقافة بلد منفتح على جميع الحضارات الشرقية والغربية. .