تونس 24 فيفري 2010 (وات) أعلن المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) يوم الاربعاء ان العاصمة الفرنسية باريس ستحتضن يومي 4 و5 مارس المقبل ندوة دولية حول مدينة القدس كما تحتفل المنظمة لاول مرة على المستوى العربي بيوم اللغة العربية الذى يصادف غرة مارس. وافاد السيد محمد العزيز ابن عاشور خلال ندوة صحفية عقدها اليوم بمقر المنظمة بتونس ان تحديد غرة مارس من قبل المنظمة يوما للاحتفال باللغة العربية يمثل " تعبيرا عما تكتسيه هذه اللغة من اهمية في ضمير الامة العربية ووجدانها باعتبارها تحفظ تراثها وذاكرتها". واكد ان الاحتفاء اليوم ب"لغة الضاد" والاعلاء من شأنها هو دليل على الوعي بالتحديات الكبرى التي تحيط بها في عصر العولمة الثقافية التي تمثل ظاهرة مهددة للهويات والخصوصيات وللتنوع اللغوى والثقافي مشيرا الى انه على الرغم من ترتيب اللغة العربية السادس عالميا من حيث عدد المتكلمين بها فانها تواجه جملة من التحديات في مقدمتها مواكبة المستجدات العلمية والتقنية. ودعا في هذا السياق الى ضرورة بذل مجهود اكبر من اجل تطوير اللغة العربية والتوجه بها نحو مجتمع المعرفة وذلك عن طريق تنشيط حركة التعريب والترجمة وتحسين مستوى تدريسها وتدريس ادابها في جميع مراحل التعليم والعمل على استخدامها بشكل مكثف في مجالات الاتصالات الحديثة. وذكر المدير العام للالكسو بجملة القرارات المتخذة على مستوى العالم العربي لاحتواء المخاطر المحدقة باللغة العربية سيما ما جاء في قمة دمشق في مارس 2008 التي وافقت على " مشروع تطويراللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة" و اتخاذها لقرار بشأنه انطلاقا من " دور اللغة العربية في الحفاظ على الهوية العربية". واشار الى ان تونس ساهمت بفضل الاختيارات الوطنية للرئيس زين العابدين بن علي في النهوض باللغة العربية مؤكدا في هذا الصدد ان رصيد تونس المعرفي لا يستهان به في مجال الاضافة الى اللغة العربية عبر تنفيذ مشاريع على مستوى تطوير المناهج والبرامج الكفيلة بالارتقاء بها. كما دعا السيد ابن عاشور المؤسسات والهيئات العربية المختصة لمزيد الجهد من اجل الارتقاء باللغة العربية داعيا الجميع الاحتفال بيوم اللغة العربية لتبقى " لغة الضاد في وجدان الاجيال الحالية والقادمة". وفيما يتعلق ببند القدس أكد المدير العام للالكسو ان المنظمة ستساهم من خلال الندوة الدولية حول القدس "مدينة وثقافة ومصير" المزمع عقدها بباريس بمساندة معهد العالم العربي في لفت انتباه المجموعة الدولية وخاصة الاوروبية الى المخاطر المحدقة بالقدس " شعبا ومجتمعا وثقافة وتراثا" جراء الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة. واوضح السيد ابن عاشور ان هذه الندوة ستركز بالاساس على استقطاب الراى العام العالمي حول المحاولات الاسرائيلية لطمس معالم الهوية التاريخية لمدينة القدسالشرقية في ظل الحفريات التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي تحت المعالم الاثرية والتي اعتبرها " أخطر بكثير ماديا ومعنويا من تدوين الحرم الابراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح على قائمة المواقع الاثرية الاسرائيلية" وفي هذا الصدد عبر السيد ابن عاشور عن استياء المنظمة المتزايد من الاعتداءات الاسرائيلية على القدس ومحاولاتها جعل التراث القائم بفلسطين تراثا اسرائيليا مؤكدا ان الخطر الاساسي يتمثل في "إصرار"/ اسرائيل على قلب الموازين الديموغرافية بالاراضي الفلسطينية عن طريق بناء المستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين ورفضها تقديم رخص البناء بالاضافة الى سعيها لطمس " عروبة القدس والاعتداء على الوجود الفلسطيني" بما من شانه ان يقوض جهود السلام في المنطقة ويقضي على قيم التسامح والتعايش. و في معرض رده على بعض الاسئلة أكد السيد ابن عاشور ان المنظمة ستسعى بالتعاون مع منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم /اليونسكو/ الى التصدى لظاهرة الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمخاطر المنجرة عنها معتبرا ان ندوة القدس ستكون محطة اولى للتعريف بالقضية الفلسطينية وللتصدي لظاهرة تهويد اسرائيل لمدينة القدس باعتبارها جزءا من التراث العالمي ومسجلة على قائمة التراث العالمي. وستجمع ندوة باريس علماء مختصين من الولاياتالمتحدة وايطاليا وفرنسا فضلا عن ممثلين عن العديد من المنظمات الدولية المتخصصة والاختصاصيين العرب المقدسيين.