قابس 28 فيفري 2010 وات منتوج فاق اشعاعه حدود الجهة واصبح يمثل علامة مميزة لولاية قابس ومنافسا حقيقيا للزربية القيروانية في السوق السياحية... وقد جعلت منه طرق صناعته التقليدية التي لم تطلها الالات ولا التجهيزات العصرية منتوجا حرفيا من الطراز الاول. جذوره البربرية والوانه الزاهية و رقماته المتنوعة ميزته عن باقي الصناعات التقليدية الاخرى بربوع الجنوب التونسي ... نعم انه مرقوم وذرف الذى لم يتاثر بمنافسة المنتوجات المشابهة على غرار الكليم والمرقوم المطماطي ومرقوم زمرتن ومرقوم توجان لينصب نفسه المنتوج التقليدى الاكثر طلبا في السوق المحلية والسياحية تماما كالزربية القيروانية. أنامل النسوة الوذرفيات على خيوط النول التقليدى بمنازلهن وهن ينسجن المرقوم شبيهة بأنامل أمهر عازفي الالات الموسيقية فحركات أصابعهن تكاد لا تعرف التوقف أو الخطأ... مهارة تشد جميع الناظرين الى درجة تربك صاحبات العرض اللاتي يفضلن العمل بعيدا عن الاعين ... التصاق أهالي وذرف بالمرقوم واعتباره خصوصية تميزهم عن سكان باقي الجهات تسهل على المرء طلب المساعدة من أى كان للتأكد من جودة المنتوج. وعن أنواع الرقمات فهي عديدة والكل يحفظها عن ظهر قلب وليست رقمة الزرزورة كرقمة الشوكة ولا كنقشة جناح الخطيفة وليست كنقيشة قرن الغزال . أما عن رقمات العقرب و اللفعة و الدرع و القرن الاعوج و الوسادة و الجريد و أرعم و المشموم و الحوت و المرقوم فمعرفتها تتطلب من المرء الاستعانة بأهل الاختصاص لان لكل نقشة خصوصياتها والوانها ... رغم التقائها جميعا على طابعها الحرفي المميز وعلى تناسق الوانها. تشبث النسوة الوذرفيات بهذا الموروث الحضارى والتقليدى جعل من امتلاك النول أو السداية كما يسميها أهالي المنطقة أمرا لا يقبل النقاش أو الجدال فهي شهادة اعتراف اجتماعية بمهارة صاحبة المنزل وحنكتها في المنسج وفي صناعة المرقوم . أما عن فضاءات صناعة المرقوم بوذرف فالامر ليس بالصعوبة التي يتخيلها كل غريب عن المنطقة اذ يأخذ الامر بعين الاعتبار عند بناء المساكن الجديدة فيخصص فضاء لمثل هذه الانشطة يعرف باسم "المخزن" وهو عبارة عن مشغل لانتاج مثل هذه الصناعات. // مكانة المرقوم في وذرف تعلو مكانة غيره من الصناعات التقليدية والحرفية الاخرى فهو عنصر قار في جهاز العروس بتلك الربوع لكن بمواصفات معينة وب" رقمات " خاصة تتناغم مع الحدث السعيد . الامر يشمل كذلك العريس الذى يحرص على تجهيز بيت الزوجية بمرقوم وذرفي أصيل يعبر على تشبث الزوجين بأصولهما وبموروثهما الحضارى الضارب في التاريخ. طلب متزايد على المرقوم بالسوق الوطنية وبالسوق السياحية جعل عدد الحرفيات يصل الى 700 وأكثر يحرص جميعهن على طباعة منتوجهن بدار الطابع التابع للديوان الوطني للصناعات التقليدية وهو ما أعطى للمنتوج بعدا هاما سمته الجودة والتميز. بين 70 و80 بالمائة من انتاج المرقوم الوذرفي موجه للتصدير الذى يوءمنه السياح سيما من ضمن الوافدين على جزيرة جربة الذين يقبلون على هذا المنتوج بشكل كبير يتجاوز اقبالهم على غيره من المنتوجات الحرفية الاخرى. اقبال دفع مروجي المرقوم الوذرفي الى ادخال تحسينات على المنتوج شملت الالوان والنقشات ولكنها لم تطل طرق الصناعة الامر الذى ضاعف من حجم الطلب. وفي ظل الطلب المتزايد على المرقوم الوذرفي الذى استفاد من غلاء سعر الزربية القيروانية وضعت المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بقابس خطة لتثمين هذا المنتوج وتطويره سيما عبر تحسين تقنيات الصنع. وتتمثل هذه الخطة في التشجيع التدريجي على استخدام النول الحديدى وضبط برنامج للتكوين المستمر للحرفيات في اختصاصهن لجعلهن أكثر مواكبة لطلبات الحرفاء ولمتطلبات تجهيزات الفضاءات السياحية الى جانب حثهن على اعتماد تصاميم مبتكرة سواء في الالوان أو في الرقمات كما تهدف الخطة الى ادراج شركة زرابي وذرف التي تعتبر أكبر منتج ومزود بالمرقوم بولاية قابس ضمن البرنامج الوطني لتأهيل مؤسسات الصناعات التقليدية بما سيمكنها من مضاعفة انتاجها ثلاث مرات واكتساح السوق الخارجية. وعلى صعيد آخر يقوم المركز الفني للزربية والحياكة بعمليات بحث وتجديد خاصة بالمرقوم الوذرفي بالشراكة مع حرفيات بالجهة بهدف تثمين المنتوج ومزيد الارتقاء به في السوق التجارية والسياحية. كما وضعت المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بقابس برنامجا لادراج المرقوم الوذرفي ضمن قائمة المنتوجات الوطنية المتمتعة ببرنامج التسميات المثبتة للاصل وبيان المصدر لمنع تقليده من بلدان أخرى ولضمان حسن ترويجه بالاسواق الخارجية.