تونس 13 أفريل 2010 (وات- تحرير منذر بالضيافي )- تنطلق يوم الجمعة 23 أفريل الجاري وتتواصل الي غاية 2 ماي 2010 الدورة28 لمعرض تونس الدولي للكتاب، والتي يحتضنها، علي غرار الدورات السابقة، فضاء قصر المعارض بالكرم وذلك بمشاركة أكثر من 30 بلدا و323 عارضا يمثلون دور النشر في مختلف المجالات المعرفية والابداعية والعلمية ينتمون الى مختلف الثقافات والحضارات. وستعرف فعاليات هذه الدورة برمجة ثقافية ثرية الى جانب حضور لمبدعين كبار من العالم العربي ومن خارجه اضافة الي احتفاء خاص بالأدب الليبي ومشاركة بارزة ومتميزة لدول الاتحاد الأوروبي من خلال جناح ضخم تشرف عليه اسبانيا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي. كما سينتظم علي هامش هذه الدورة اختتام الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة، التي كانت قد انطلقت خلال الدورة السابقة للمعرض. وسيكون رواد وضيوف الدورة 28 لمعرض تونس الدولي للكتاب علي موعد مع برمجة ثقافية تجمع بين "الامتاع والمؤانسة" فقد تمت برمجة ندوة دولية تحت عنوان "الكوني والمحلي في الفكر والابداع"، ويوم دراسي حول "الكتاب في وسائل الاعلام"، ومائدة مستديرة تعالج موضوع "النشر والتنوع الثقافي"، ولقاء حول "الابداع في لغة الاخر..والاخر في لغتنا" بالاشتراك مع المركز الوطني للترجمة وندوة عن القصة بعنوان "نهاية الحلم أم استعادة البريق" بالتعاون مع اتحاد الكتاب التونسيين. ومثلما جرت العادة خلال الدورات السابقة فان ادارة المعرض تحرص علي استضافة عدد من الكتاب والمبدعين ينتمون الى ثقافات مختلفة سيساهمون بحضورهم في احداث حركية وجدل ونقاش سواء بين أجنحة المعرض من خلال اللقاء مع الجمهور، أو عبر مشاركتهم في مختلف الفقرات الثقافية والفكرية المبرمجة علي هامش المعرض في هذا الاطار تمت دعوة الكاتب الصيني الكبير ليون سينق لونق، والروائي المصري يوسف زيدان صاحب رواية "عزازيل" التي أثارت جدلا واسعا داخل الساحة الابداعية المصرية والعربية جعلت منه أحد أشهر كتاب الرواية في العالم، والأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي بمناسبة صدور كتابيها "نسيان.كوم" و"قلوبنا معهم وقنابلهم علينا"، وجون روود الذي ينشر أعماله في دار "غاليمار" العالمية والحائز علي جائزة غونكور1990، وفاروق ماردان باي مدير مجموعة "سندباد" للنشر وأوليفي باروت المنتج بقناة "تي في 5". وبهذه البرمجة المميزة والمواكبة لتفاعلات وحراك المشهد الثقافي التونسي والدولي، فان معرض تونس الدولي للكتاب "الذي يستعد للاحتفاء بمرور ثلاثة عقود علي بعثه" أصبح يعد من أهم التظاهرات الثقافية الدولية، فهو ليس مجرد معرض تجاري لتسويق الكتاب، بقدر ما هو حدث ثقافي عالمي، ومناسبة سنوية للحوار ، والاطلاع علي اخر الاصدارات في عالم الكتاب والنشر، اضافة الي كونه فرصة للتلاقي بين المفكرين والمبدعين من مختلف الأقطار والقارات بما يخدم صورة ""تونس منارة ثقافية على الدوام"" كما ورد في النقطة الثامنة عشرة من البرنامج الرئاسي للفترة 2009" 2014. فهذا الحدث الثقافي الذي تنتظره سنويا النخبة وكذلك عامة الناس، استطاع أن يتجاوز البعد التجاري الذي يحصره في منطق البيع والشراء وعقد الصفقات، الي فضاء ومنبر لعقد الندوات، وحلقات النقاش واللقاءات الفكرية التي تشهد جميعها اقبالا كبيرا من طرف رواد المعرض ويشارك فيها أدباء وكتاب ومبدعون من تونس والخارج علي أن أهمية البعد التنشيطي والثقافي لا يلغي كونه يمثل ملتقي للمشتغلين بصناعة الكتاب مع بعضهم البعض، ومع صناع الثقافة من مبدعين وكتاب، للتأكيد علي أن الكتاب المطبوع ، وبرغم الثورة الهائلة في تكنولوجيات الاتصال الحديثة وهيمنة شبكة الأنترنات وتحولها الي أداة رئيسة في نشر المعرفة والتواصل، ما يزال صامدا فهو "خير أنيس وجليس".