تونس 4 ماي 2010 /وات/-انطلقت صباح اليوم الثلاثاء بفضاء المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون / مجمع بيت الحكمة/ بضاحية قرطاج فعاليات يوم دراسي حول المصلح خيرالدين التونسي، أفكاره وأثرها في الحركة الوطنية التونسية، وعلاقته بعلماء الزيتونة وكيفية تعاطيه مع الحكم عند توليه مهام/الوزارة الكبرى/ بين 1873-1877 لدى تقديمه لهذا الملتقى أشار الاستاذ عبدالوهاب بوحديبة رئيس مجمع بيت الحكمة، الى أن خيرالدين يعد أحد أعلام الفكر والتحديث لا في تونس فقط بل وفي العالم الاسلامي أيضا وقد ساهم فكرا وممارسة في نحت المشروع الاصلاحي كما كانت له مشاركة بارزة في صدور وثيقة /عهد الأمان/ وفي دستور 1861 وأضاف أن المتأمل في أفكار خيرالدين الاصلاحية ينبهر ببعد نظره ووعيه بضرورة شمولية الاصلاح على المجالات كافة كالادارة والتعليم والاقتصاد والسياسةوهو ما يجعل من كتاباته اليوم معاصرة لنا ولقضايانا كما تطرق الي أن ما يميز المشروع الاصلاحي لخيرالدين باشا هو قدرته على التوفيق بين الأصالة من جهة والانفتاح من جهة أخرى اذ تدعو أفكاره الي التجديد والاجتهاد في مقاصد الشريعة الاسلامية بما ينسجم وروح العصر مع الحرص علي الاستفادة من ثقافة وعلوم الاخر الأوروبي، ما جعل من صاحب /أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك/، والملقب ب/الوزير المصلح/ من أهم رجالات الاصلاح خلال أواسط القرن التاسع عشر مهد الأستاذ علي المحجوبي لمداخلته حول/أثر الأفكار الاصلاحية لخيرالدين باشا في الحركة الوطنية التونسية/ بالاشارة الى الاسس والخلفية الموءسساتية والنظرية لمشروع خيرالدين الاصلاحي، والذي ذكر أنه يقوم علي الربط بين مقولتي /الوطنية/ و/الاصلاح/اضافة الى تشبعه بأدبيات الثورة الفرنسية وبفلسفة التنوير وهذا ما يفسر دفاعه عن قانون/عهد الأمان/ الذي يحمي التونسيين علي اختلاف دياناتهم وأعراقهم، ووقوفه مع دستور 1861، الذي يعد الأول من نوعه في العالم العربي والاسلامي، وخاصة في ما يتصل بدعوته الى الحد من الحكم المطلق الذي يعتبره سبب حالة التأخر والتخلف التي يعيشها العالم الاسلامي انذاك وبين الاستاذ علي المحجوبي أن الحركة الوطنية هي امتداد للحركة الاصلاحية، وتحديدا المشروع الاصلاحي الذي تبناه خيرالدين باشا، والذي يقوم علي الحداثة والتفتح وتطوير طرق ومناهج التعليم وأن هذا المشروع نجد صدى له في فكر ونشاط جمعية الخلدونية( 1896)، والجمعية الصادقية (1905)، وحركة الشباب التونسي (1907)، والحزب الحر الدستوري التونسي القديم(1920) والحزب الحر الدستوري التونسي الجديد(1934) وتناول الباحث في الحضارة الاستاذ كمال عمران بالدرس/العلاقة بين خيرالدين باشا وعلماء الزيتونة/ فأشار الي أن الفكر الزيتوني الذي كان سائدا خلال تلك الفترة والذي كان يجمع بين الفقه والمذاهب الطرقية أدى الى الانحسار والتقوقع، وعدم التفاعل مع كل مستجد في حركة المجتمع والثقافة وهذا ما يفسر حالة التوتر والقطيعة، التي طبعت العلاقة بين المشروع التحديثي لخيرالدين وعلماء الزيتونة. وبرز ذلك بوضوح من خلال معارضة العديد من مشائخ الزيتونة لقانون /عهد الأمان/الذين رأوا فيه تعارضا مع أحكام الدين الاسلامي وتحدث الاستاذ الهادي التيمومي عن الظروف الاجتماعية والسياسية التي تولي فيها خيرالدين الوزارة بين 1873- 1877، والتي ارتبطت بأزمة ديموغرافية بسبب الارتفاع الكبير في عدد الوفايات والتي عرفت أشدها سنة1867 من خلال ما يعرف ب/السنة الشهباء/، وقد أثرت بالخصوص علي النشاط الفلاحي والحرفي، بسبب ندرة اليد العاملة الأمر الذي حتم علي خيرالدين ضرورة البحث عن معالجة سريعة للأوضاع في ظل وجود معارضة لكل تحديث أو اصلاح