الحمامات 6 ماي 2010 (وات) - مثلت "الخصوصيات المعمارية للشمال الشرقي التونسي" محور اعمال اليوم الدراسي الذي انتظم، اليوم الخميس بياسمين الحمامات، ببادرة من ادارة التعمير بوزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية بالتعاون مع الادارة العامة للتخطيط والتعاون وتكوين الاطارات. ويرمي اليوم الدراسي الى تحسيس مختلف المتدخلين في مجال التعمير باهمية المحافظة على الطابع المعماري باعتباره رصيدا مميزا لخصوصيات المدن التونسية والعمل على دمج هذه الخصوصيات في البناءات. ويضم الشمال الشرقي التونسي ثلاث مناطق معمارية متجانسة، تجمع منطقة المعمار القديم والتي تشمل المدن القديمة والقرى القديمة والقرى الاندلسية الى جانب منطقة المعمار المحلي، والتي تضم المعمار البربري والريفي فضلا عن منطقة المعمار الغربي والتي تجمع بدورها معمار المدن ومعمار الضيعات الفلاحية. وابرز السيد محمد نجيب بالريش، كاتب الدولة المكلف بالاسكان والتهيئة الترابية لدى افتتاحه اعمال اليوم الدراسي ان هذه التظاهرة تندرج في اطار السعي الى وضع خطة عمرانية بافاق جديدة وتهيئة حديثة تعتمد دراسات استشرافية وتبرز النمط العمراني للمدن التونسية والعمل على المحافظة على اصالتها والارتقاء بها من حيث تهيئتها الى مستوى الحداثة المنشودة. واعلن كاتب الدولة ان الوزارة ستعمل في اطار تنفيذ البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات"، ولمزيد تفعيل نتائج دراسات الخصوصيات المعمارية على وضع برنامج وطني "لشوارع الطابع المعماري الاصيل" يشمل انجاز مشروع نموذجي بكل ولاية يتم في اطاره تجميل الواجهات وتهيئة الفضاءات الخارجية في الشوارع الحديثة في مدينة من مدن الولاية بما يبرز النمط المعماري المميز لتلك المدينة باستعمال مواد وتقنيات بناء محلية. وابرز دور المهندس المعماري في ترسيخ النمط المعماري المميز مع توفير الجودة المرجوة مبرزا ضرورة ان تكون البناءات مجموعة ابداعات متكاملة ومتناغمة ومصممة لفائدة الانسان مستجيبة لاحتياجاته ومعبرة عن طموحاته. ولاحظ ان القواسم المشتركة والخصوصية للمعمار في الشمال الشرقي التونسي تمثل عناصر اثراء وتنوع وتاقلم مع محيط متحرك تنم عن مقدرة فنية وابداعية عظيمة مشددا على اهمية العمل على تجسيم نتائج الدراسة والاخذ بالمقترحات التي تمخضت عنها والعمل على انجاز مشاريع وفق الطابع المعماري المميز للجهة. ودعا اللجان الفنية البلدية والجهوية الى استنباط ضوابط علمية ووضع منهجية عمل شفافة تساعد على مزيد تكريس الخصوصيات المعمارية التي اقترحتها الدراسة في الواقع الملموس. ويتضمن برنامج التظاهرة مداخلات حول مفهوم الخصوصية المعمارية والهوية المعمارية والثقافية بالاضافة الى الخصوصيات المعمارية كاحدى معايير الاختيار بمناظرات مشاريع البنايات المدنية. ويشارك في اعمال هذا اليوم الدراسي رؤساء بلديات ولايات الشمال الشرقي بالاضافة الى الادارات الجهوية للتجهيز والاسكان والتهيئة الترابية بهذه الولايات وممثلين عن مختلف الوزارات وعن الشركات والوكالات العقارية وعن عدد من الجمعيات ومكاتب الدراسات والجامعات والكليات وممثلين لهيئات المهندسين المعماريين.