تونس 30 جوان 2009 (وات) - تحتفل تونس يوم الاربعاء باليوم الوطني للرياضة والروح الاولمبية يعتريها فخر عميق بما تحقق للرياضة والحركة الاولمبية من مكاسب وانجازات على امتداد اكثر من عقدين من الزمن بفضل الرعاية الموصولة التي ما انفك الرئيس زين العابدين بن علي يوليها لهذا القطاع ايمانا من قناعة سيادته الراسخة بدوره الفاعل في تعزيز مكانة تونس ومزيد دعم صورتها على الساحة الدولية. وقد جعلت تونس من الاحتفال باليوم الوطني للرياضة والروح الاولمبية تقليدا راسخا طبع مقاربتها الرياضية في خيار ينطوى على دلالات عميقة تترجم مدى الحرص على اعلاء مقاصد الفكر الاولمبي وجمع شمل العائلة الرياضية الموسعة ومجازاة الرياضيين الذين شرفوا الرياضة التونسية في مختلف التظاهرات الدولية سواء بنتائجهم او بسلوكهم الرياضي. وتقديرا لجهود كل من ثابر واجتهد من اجل تشريف الرياضة التونسية داب رئيس الدولة على تكريم مختلف العناصر المتالقة على غرار البطل الاولمبي اسامة الملولي بتقليده الصنف الاول من وسام الجمهورية بعد انجازه الرائع في اولمبياد بيكين 2008 باحرازه ذهبية سباق 1500م سباحة حرة. كما خص الرئيس زين العابدين بن علي وحرمه السيدة ليلى بن علي المنتخب التونسي لرياضة المعوقين بلفتة كريمة تجسدت في التحول الى مطار تونسقرطاج الدولي لاستقبال هولاء الابطال وتهنئتهم بتالقهم الباهر خلال دورة الالعاب الاولمبية الموازية في سبتمبر الماضي عندما توجوا ب21 ميدالية /9 ذهبية و9 فضية و3 برونزية/ جاءت في اختصاص واحد يتمثل في العاب القوى. ومن جهتها ثابرت اللجنة الوطنية الاولمبية التونسية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية ووزارة التربية والتكوين على منهج عملها الرامي الى نشر الثقافة الاولمبية في الموسسات التربوية تنفيذا لتوجيهات الرئيس زين العابدين بن علي القاضية بادماج محور الثقافة الاولمبية في البرامج التعليمية من خلال اعداد برنامج شامل انبثق عنه بالخصوص اصدار كتاب /الاولمبي/ باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانقليزية الخاص بتلاميذ المدارس الاساسية واحداث /النوادى الاولمبية/ صلب الموسسات التربوية في مختلف انحاء الجمهورية. كما سعت اللجنة الاولمبية التونسية على امتداد السنوات الاخيرة الى اثراء المشهد الرياضي من خلال تنظيم سلسلة من الندوات تناولت بالدرس جملة من المواضيع ذات العلاقة بمسيرة الرياضة بالبلاد على غرار التحكيم الرياضي والتمويل والتكوين والطب الرياضي والرياضة النسائية وتجذير السلوك الحضارى والاعلام الرياضي الى جانب اقامة السباق الاولمبي المفتوح للجميع. ودخلت اللجنة الوطنية الاولمبية التونسية في علاقة تكامل مع وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية من خلال تشكيل لجنة مشتركة تولت اعداد مشروع نظام اساسي نموذجي للجامعات الرياضية حتى تكون التشريعات الرياضية متطابقة مع قوانين اللجنة الدولية الاولمبية ولوائح الهياكل الرياضية الدولية قبل الاشراف على الجلسات العامة الانتخابية لمختلف الجامعات الرياضية التي انعقدت في كنف الديمقراطية والشفافية. وقد عبرت الاسرة الدولية بمختلف اطرافها وفي مقدمتها السيد جاك روغ رئيس اللجنة الدولية الاولمبية عن اكبارها العميق لما عرفته انشطة اللجنة الاولمبية التونسية من نقلة نوعية مشيدة بالعلاقات المثالية القائمة بينها وبين وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية والجامعات والهياكل الرياضية بفضل ما يسودها من تعاون وتنسيق خدمة للاهداف النبيلة للحركة الاولمبية بما يجعلها مثالا يحتذى به لكثير من الدول في العالم. وقد راهنت بلادنا على الرياضة لكونها مدرسة مفتوحة على الحياة امام جميع الشبان تساهم في تنشئة هذه الشريحة الهامة من المجتمع على اسس سليمة ومتوازنة في كنف الجدية والانضباط وتغرس فيها روح التضامن وثقافة التطوع والعمل الجماعي واحترام الاخر. وتحرص تونس على المشاركة دائما في مختلف التظاهرات الرياضية من دورات اولمبية والعاب عربية وافريقية ومتوسطية وبطولات عالمية ايمانا منها بقداسة الرسالة الرياضية والاولمبية في تكريس القيم الانسانية الكونية ومد جسور التواصل بين الامم والشعوب. وقد تمكنت الرياضة التونسية على امتداد العام الجارى من تسجيل نجاحات متلاحقة حيث توفقت الاندية التونسية في كرة القدم في كسب عدة القاب قارية واقليمية بواسطة النادى الصفاقسي في مسابقة كاس الاتحاد الافريقي والنادى الافريقي في مسابقة بطولة اتحاد شمال افريقيا والترجي الرياضي الذى احرز كاس اتحاد شمال افريقيا ودورى ابطال العرب في الوقت الذى يواصل فيه المنتخب التونسي مشواره بثبات نحو التاهل الى المونديال للمرة الرابعة على التوالي. كما عادت كرة السلة التونسية مجددا الى الواجهة عندما ظفر المنتخب التونسي خلال شهر نوفمبر الماضي بالبطولة العربية للامم لاول مرة منذ 20 عاما في حين تابعت الرياضة النسائية شق طريقها على درب تثبيت نقلتها النوعية بعد ان احرزت الجمعية النسائية بالساحل لقب البطولة العربية للاندية بمصر خلال شهر ماى الماضي. واعتبارا لما ينطوى عليه تعاطي النشاط البدني اليومي من فوائد كبيرة على صحة الانسان اولت تونس التغيير اهتماما بالغا بمبدا الرياضة للجميع فعززت شبكة الفضاءات التي من شانها ان تشجع المواطن على مزيد ممارسة الرياضة من خلال تكثيف برامج احداث المسالك الصحية تحقيقا لنوعية افضل لمقومات العيش. وقد جاء البرنامج الرئاسي لتونس الغد ليكرس هذا التوجه من خلال تنصيصه على ضرورة استفادة كل بلدية من مسلك صحي على الاقل قبل موفى سنة 2009/. وعلى صعيد اخر تواصلت العناية بالبنية الاساسية الرياضية وذلك على مستوى انجاز المشاريع بما ساهم في تدعيم خارطة المنشات والتجهيزات وساعد على احكام تاطير الشباب الرياضي وصقل مواهبه وفتح ابواب التالق امام النخب الوطنية. وقد عرف عدد القاعات الرياضية في هذا الاطار قفزة هامة حيث ارتفع من 7 قاعات قبل سنة 1987 الى 139 قاعة حاليا على غرار الملاعب المعشبة التي مر عددها من 23 ملعبا قبل 1987 الى 177 ملعبا في الوقت الراهن. واعتبارا لقيمة العمل القاعدى في اكتشاف المواهب الشابة وتنمية ملكاتها في وقت مبكر تم احداث 10 مراكز تكوين للاعبي كرة القدم الشبان انجزت جميعها بعد التغيير شانها في ذلك شان مراكز الطب وعلوم الرياضة التي يبلغ عددها حاليا 9 مراكز موزعة على مختلف ولايات الجمهورية في خيار يعكس الحرص على العناية بالتغطية الصحية وتامين المتابعة الطبية للرياضي والارتقاء بادائه الى اعلى مستوى. وتعتبر المقاربة التونسية في مجال التعاطي مع الشان الرياضي والنشاط الاولمبي محل تقدير دولي كبير وهو ما جعل العديد من القيادات الرياضية الاولمبية والدولية تبادر بالتعبير عن اعجابها باسهام بلادنا الفاعل في تجذير القيم الاولمبية السامية في المحيط الرياضي والتزامها التام باشاعة الثقافة الاولمبية في الاوساط التعليمية وتسخير الرياضة في خدمة قضايا التربية والسلم والتنمية والصحة في العالم. ان ما تحقق للرياضة والحركة الاولمبية اليوم في تونس من مكاسب بقدر ما يبعث على الفخر والاعتزاز بقدر ما يحمل الرياضيين مسوولية الانصراف الى العمل ومضاعفة الجهد من اجل تشريف راية البلاد وتدعيم موقعها في المحافل الرياضية والاولمبية الدولية.