تونس 4 جوان 2010 (وات) - تتوفر تونس اليوم بفضل رصيدها الثري من الموارد البشرية الكفأة والبنى التحتية التكنولوجية المتطورة على جملة من المزايا التى تخول لها الانضمام إلى كوكبة الفضاءات التكنولوجية الأكثر جذبا فى المنطقة الاورومتوسطية. ذلك ما خلص إليه المشاركون في الحوار الذي جرى في إطار ورشة العمل حول "مزايا تونس على استقطاب التكنولوجيا" التى انعقدت يوم الجمعة بقمرت في إطار الدورة الثانية عشرة لمنتدى قرطاج للاستثمار. وشكلت الورشة فرصة قيمة لعرض الرصيد البشري في مجال التحكم في التكنولوجيا وإبراز الجهود المبذولة من قبل تونس في مجالات التربية والتكوين والبحوث وتحسين نسبة استغلال المعرفة والتكنولوجيا في القطاعات المنتجة. واستعرض السيد عفيف شلبي وزير الصناعة والتكنولوجيا المكاسب التي حققتها تونس في مجال التأهيل التكنولوجى ملاحظا أن هذه الجهود قد مكنت المؤسسة الصناعية من اكتساب الموارد البشرية والمادية الكفيلة بدعم القدرة التنافسية وتدعيم موقعها على المستوى الدولي. وأضاف أن عدد المؤسسات الصناعية التي تمتلك أدوات الإنتاج والتصور الحديثة قد ناهز ألفي مؤسسة سنة 2009 مقابل 10 مؤسسات سنة 1995 كما أن 1300 مؤسسة قد تحصلت على مواصفات ايزو مقابل 6 مؤسسات خلال سنة 1995 . وأوضح أن هذا التمشي قد تدعم بامتلاك تونس لرصيد هام من الكفاءات يقدر ب 400 الف طالب فى سنة 2009 تم توجيه 30 بالمائة منهم نحو شعب الهندسة والإعلامية والاختصاصات الفنية وان 28 الف باحث يعملون بأكثر من 630 مخبر ووحدة بحث. وبين أن هذا الرصيد من الموارد البشرية والاعتمادات التى رصدت للتربية والتى تمثل 7 بالمائة من الناتج الداخلي الخام قد اتاحت لتونس الحصول على ترتيب جيد اذ تم تصنيفها الاولى افريقيا فى مستوى القدرة التنافسية من قبل منتدى دافوس الاقتصادى لفترة 2009-2010 . وأوضح السيد عفيف شلبي أن الأهداف الأساسية الكمية للاستراتيجية الصناعية فى أفق 2016 تتمثل فى مضاعفة حجم الصادرات الصناعية مرتين ليتطور من 3ر8 مليارات اورو فى سنة 2007 الى 6ر16 مليار اورو سنة 2016 ومضاعفة حجم الاستثمار فى القطاع بثلاث مرات لتصبح قيمته 65ر1 مليار اورو فى عام 2016. وعلى المستوى النوعي ذكر الوزير أن الاستراتيجية الصناعية لتونس تهدف الى الترفيع فى الاختصاصات الواعدة التى تقتضيها الأنشطة الصاعدة وذات المحتوى التكنولوجى الرفيع والبيوتكنولوجيا التطبيقية للبيئة والتكنولوجيات الحديثة والبلاستيك الفني وغيرها... وشكلت الورشة كذلك فرصة جيدة لعرض تجربة الأقطاب التكنولوجية المحدثة فى تونس واستعراض مختلف الآليات التى تم وضعها لتمويل المشاريع المجددة إلى جانب منحة الاستثمار فى مجالات البحوث من اجل التنمية والبرنامج الوطني للبحوث والتجديد. وبين السيد نجيب كرافي الرئيس المدير العام لشركة القطب التكنولوجي ببرج السدرية أن إحداث هذه الأقطاب فى تونس يندرج في إطار تجسيم الأهداف الرامية إلى توفير "فضاءات للتميز" الكفيلة بتحقيق التفاعل المنشود بين التكوين والبحث والتصرف. ولاحظ ان قطب برج السدرية التكنولوجى يعد أول قطب يحتضن معهد التكوين البيئى فى المنطقة الافريقية (المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا فى البيئة) إضافة إلى مراكز البحوث التى يحتضنها منذ 20 سنة فى ميادين أساسية على غرار تثمين الموارد الطبيعية ورسكلة المياه المستعملة والنهوض بالطاقات المتجددة. وقدم ممثلو الشركات الأجنبية المنتصبة بتونس من جهة أخرى انطباعاتهم وشهاداتهم حول أداء أنشطتهم فى تونس على غرار ما أكده السيد العربي رويس الرئيس المدير العام لشركة "ليونى" الصناعية الألمانية بخصوص جودة الموارد البشرية التي تزخر بها البلاد مما دعا الشركة الأم إلى تحويل مركز بحوثها الى تونس.