تونس 22 جوان 2010 (وات)- استأثرت التوصيات المنبثقة عن منتدى أصحاب الأعمال التونسيين المقيمين بالخارج المنعقد يومي 5 و6 جوان 2010 بباريس باهتمام رئيس الدولة الذي أسدى تعليماته، لدى اجتماعه يوم الاثنين بالوزير الاول، بالاستئناس بهذه المقترحات لدعم الإحاطة بالباعثين والمستثمرين التونسيين خارج حدود الوطن وتكثيف اللقاءات بهم في بلدان الإقامة وتعزيز إسهامهم في استقطاب التكنولوجيا الحديثة ودفع الجهود التنموية الوطنية. وتتعلق هذه التوصيات أساسا بإثراء الرصيد الإعلامي في المجال الاقتصادي وتكثيف اللقاءات الخصوصية والتظاهرات القطاعية بأهم بلدان الإقامة وتشجيع عمليات الشراكة التونسية-التونسية والتونسية-الأجنبية. كما تدعو أصحاب الأعمال التونسيين خارج أرض الوطن إلى مزيد الانخراط في النسيج الجمعياتي وإرساء شبكات فاعلة لدعم التواصل بين مختلف الكفاءات التونسية بالخارج وتيسير التعامل مع الهياكل الوطنية والأجنبية. وتمحورت المقترحات الخاصة بالإحاطة بالباعثين والمستثمرين، حول العمل على مزيد تبسيط الإجراءات الإدارية وتقليص الآجال بخصوص مختلف الخدمات المسداة لهم ومساعدتهم على تكوين ملفاتهم من بلد الإقامة فضلا عن تعيين مخاطب وحيد للتونسيين بالخارج بأهم الهياكل التونسية. ودعت أيضا إلى دعم العناية بالباعثين الشبان من ذوي الكفاءات العالية والخبرات الدقيقة والحث على انجاز مشاريع في القطاعات الواعدة والمشغلة وتطوير الحوافز لتشجيع التونسيين خارج ارض الوطن على تكثيف التحويلات والرفع من مستواها. كما اهتمت التوصيات المنبثقة عن هذا اللقاء بدعم دور الكفاءات التونسية في تطوير البحث العلمي ونقل التكنولوجيا الحديثة وإحداث آلية خاصة لمساعدة التونسيين بالخارج على بعث المؤسسات بتونس إلى جانب تكثيف الشبكة البنكية التونسية بأوروبا لتيسير تعبئة الادخار غير المقيم وتوظيفه في الميادين المنتجة والمشغلة. وأوصى المشاركون بالتفكير في سبل إحكام استغلال إمكانيات التمويل المتاحة من قبل الاتحاد الأوروبي في مجالي تمويل المشاريع الاقتصادية وتأهيل منظومة التكوين مبينين أهمية تعزيز المناطق الصناعية المهيأة وتحسين البنية الأساسية والخدمات اللوجستية وتأهيل القطاع السياحي على مستوى الاتصال والجودة وتنويع المنتوج. وقد أتاحت الدورة الثانية عشرة من المنتدى الذي ينظمه ديوان التونسيين بالخارج سنويا، اطلاع رجال الأعمال التونسيين المقيمين بأوروبا على الإجراءات والحوافز الجديدة في مجال الاستثمار والوقوف على سبل تفعيل دورهم في دفع الجهود التنموية الوطنية. وتركزت أشغال اللقاء على أهم الأهداف المرسومة في البرنامج الرئاسي للفترة 2009-2014 الذي أدرج ضمن محاوره تطوير قنوات التواصل الاجتماعي والثقافي مع التونسيين بالخارج وتعزيز تكامل المنظومة المعتمدة للإحاطة بالجالية. ويتركز العمل في هذا السياق على ملاءمة البرامج الموجهة إلى التونسيين بالخارج مع التحولات الديمغرافية والثقافية التي طرأت على تركيبة الجالية وتركيز شبكة من المراكز الثقافية في أهم العواصم الأجنبية تحت تسمية "دار تونس" تمكن من التعريف بتاريخ تونس وتراثها الثري واستقطاب الكفاءات والفنانين المقيمين بالخارج. وقد شهدت دورة العام الماضي من المنتدى جملة من القرارات الجديدة من بينها إحداث لجنة عليا تضم كفاءات تونسية مكلفة بعقد اجتماعات دورية لبحث النهوض بمشاركة رجال الأعمال التونسيين المقيمين بالخارج في بناء مجتمع المعرفة والمعلومات في تونس. ومن جهته يعمل ديوان التونسيين بالخارج بمساندة المنظمة الدولية للهجرة على تطوير منظومة التواصل ودعم إرساء شبكات اتصال بين رجال الأعمال التونسيين بالخارج. وتفيد إحصائيات ديوان التونسيين بالخارج لسنة 2009 بوجود نحو 1 مليون و98 الف تونسي في المهجر أكثر من 80 بالمائة منهم بالدول الأوروبية.