الحمامات 14 جويلية 2010 (وات) - افتتحت ليلة الثلاثاء بفضاء مسرح الهواء الطلق بالحمامات الدورة 46 لمهرجان الحمامات الدولي بالعرض الاول للمسرحية التونسية /ابن رشد ..اليوم/ وذلك بحضور السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث. وجاء ت هذه المسرحية التي الفها عز الدين المدني واخرجها محمد كوكة وادار الممثلين فيها المنصف السويسي الذي تقمص دور ابن رشد، لتعطي اشارة انطلاق اسبوع من العروض المسرحية من تونس وفلسطين والعراق وفرنسا. /ابن رشد..اليوم/ هو عمل مسرحي جديد تواصل على امتداد 90 دقيقة خرج عن الشكل الكلاسيكي البحت وجاء كما وصفه عز الدين المدني في شكل مسرحي /متفجر/ يجمع بين الحوار والمونولوغ والغناء الفردي والجماعي والرقص. كما انه استحضار لاحد اكبر مفكري الاندلس الذي تميز بما انجزه في شرح اعمال ارسطو وما قدمه من فكر مستنير يرفض الانغلاق والاصولية. فهذا العمل ليس تأريخيا وان دارت احداثه في عهد الخليفة المنصور، بل هو دعوة الى التسامح واحترام الاخر واعمال العقل. فالمسرحية تتجاوز الحقبة الزمنية بذاتها لتدفع المشاهد للتفكير، حيث انبنى العمل على حوارات ثنائية وجماعية ،تصبح احيانا مشادات بين الشخوص لتنتهي بلوحة جد معبرة يستقبل فيها رجل الدين المسيحي ابن رشد بعد ان تم رفضه وحرق كتبه، ليتم التاكيد على ان الغرب اخذ منه ليحقق ثورة فكرية. ويعتبر هذا العمل الابداعي كما يصفه المخرج محمد كوكة استنطاقا لما وراء الكلام والمفاهيم الواضحة.كما انه قراءة مفتوحة لاشكاليات ابن رشد المطروحة اليوم وغدا. وعن اختيار ابن رشد اليوم يقول المخرج /انه نابع من حرص على التعريف بالارث الفكري لابن رشد الذي قرب للغرب الفلسفة الاغريقية وقدم اكبر شرح لاعمال ارسطو والتي استغلها الغرب لتحقيق ثورة علمانية قامت على اعمال العقل وتاكيد دور المعرفة/. وفي تصريح للصحافة اشار السيد عبد الرؤوف الباسطي ان محاولة تقريب احد اصعب النصوص الفكرية للمشاهد، جديرة بالتشجيع، وان لهذا العمل المسرحي الفضل في تعريف الشباب بان في الموروث الثقافي العربي الاسلامي مفكرين كابن رشد ممن دافعوا على قيم انسانية نبيلة مازلنا ندافع عليها الى اليوم.