تونس 26 جويلية 2010 (وات) - قدم عازف الكلارينات العالمي التركي حسنو شندلندرسي، مساء الأحد 25 جويلية 2010، واحدة من أجمل وأمتع سهرات مهرجان قرطاج الدولي في دورته السادسة والأربعين، بالنظر الى القيمة الفنية والابداعية للوصلات والقطع الموسيقية،التي مزجت بأسلوب متميز بين الجاز والموسيقي الشرقية. اضافة الى الحضور والتناغم في الأداء بين عناصر الفرقة الخمسة، في لوحة بدا فيها الجميع وكأنهم واحد،اكتمل هذا المشهد الفرجوي والاحتفالي بالذائقة والاحساس الكبيرين للجهور" تجاوز عدده الأربعة ألاف"، الذي ألهب مدارج المسرح الأثري بقرطاج مؤكدا الانتماء لتراث موسيقي واحد بين تونس وتركيا. ان طريقة تعامل هذا الفنان مع الة الكلارينات هي من جنس الأشياء التي تعاش ولا توصف، وليس في الأمر مبالغة، انما هو واقع شاهدناه وعايشناه علي ركح قرطاج. باحساس مرهف سردت تفاصيله الألحان والنغمات المنبعثة من الة الكلارينات، التي حكت طيلة ساعتين قصصا تخاطب الوجدان والروح، في مراوحة بين تعابير حزينة وأخري موغلة في الرومانسية والانتصار للحب كقيمة انسانية خالدة. من خلال فقرات موسيقية، أبدع الفنانين في عزفها، خاصة على الات "القيتار" و"القانون" و"الباتري" و"الكلارينات"، سافر معهاالحضور في عوالم الموسيقي الشرقية بعضها من تأليف حسنو والبعض الاخر اعتمد فيها علي ألحان من التراث الشرقي المعروفة والمتداول من خلال استعمال ألة القانون، وهي ألة عربية يستسيغها العرب والأتراك، واتقن العزف عليها بمهارة هاي هايتش. في سهرة من ألف ليلة وليلة، ومن خلال مقاطع موسيقية جمعت بين الحرفية والاستعراض"الفرجة، برزت تجلياتها في حالة العشق اللا متناهي بين حسنو وألة الكلارينات، حيث كان يعانقها ويراقصها، في طقوس بدت وكأنها صلوات في هيكل الحب، علي حد تعبير الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي. كما انها موسيقي مستوحاة من الجاز، وتعتمد "الكلارينات" وهي ألة نفخ ،تضم 20 ثقبا وترسل العديد من الاصوات المختلفة، ومثلت اضافة من الفنان التركي حسنو للموسيقي الشرقية والتركية، وتحمل هذه الألة عنوان أحد ألبوماته "سعادة الكلارينات". وكشف العرض حدود التقارب والالتقاء بين الموسيقي التركية والتونسية، تأثير يبرز في الجمل والمقامات الموسيقية، من ذلك أن هناك درجات لا نجدها الا في الموسيقي التركية والمغاربية، وخصوصا في تونس والجزائر. يذكر ان الموسيقار حسنو ولد سنة 1976 في مدينة برغما التركية وهو منحدر من أسرة موسيقية، فجده كان يعزف الكلارينات، وقد بدأ حسنو العزف وهو في الخامسة من العمر ثم التحق بمعهد الموسيقي التركي في جامعة اسطنبول.