تونس 3 سبتمبر 2010 (وات) - تحرص تونس على دعم بنيتها الأساسية التكنولوجية والنهوض بالقطاعات المجددة لإرساء اقتصاد المعرفة والارتقاء على المدى المتوسط لتصبح قطبا صناعيا وتكنولوجيا إقليميا. ويعد انخراط الدولة في تهيئة الأقطاب التنافسية وتمويلها رافدا هاما لترسيخ هذا التمشي باتجاه تأمين التناغم بين منظومات الإنتاج والبحث والتكوين إلى جانب تطوير الاستثمارات في المجالات الواعدة وتحسين القدرة التنافسية للمؤسسات وإحداث أكبر عدد ممكن من مواطن الشغل لفائدة حاملي الشهادات العليا خاصة. وتؤمن تونس، بالاستناد على الأقطاب التكنولوجية، نقلة نوعية لاقتصادها، الذي يتحول من اقتصاد تقليدي الى اقتصاد خدماتي ذي قيمة مضافة عالية. وتنصهر في هذا الصدد اللقاء الذي جمع رئيس الدولة يوم الأربعاء بوزير الصناعة والتكنولوجيا والذي خصص للنظر في دعم القدرات التنافسية للمؤسسات وللوقوف على الإنجازات المسجلة والأهداف المرسومة في هذا المجال. وقد أكدت السيدة سميرة بن سوف بن عمارة، المديرة العامة للبنية الأساسية الصناعية والتكنولوجيا بوزارة الصناعة والتكنولوجيا في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنه من المنتظر الترفيع في عدد الأقطاب التكنولوجية إلى 24 قطبا في أفق 2014، أي قطب لكل ولاية فضلا عن إحداث 100 ألف موطن شغل في القطاعات ذات المحتوى التكنولوجي العالي واستقطاب حوالي 1400 مؤسسة متعددة الاختصاصات. وستتولى الأقطاب تعبئة استثمارات بقيمة مليار دينار منها 300 مليون دينار ستؤمنها الدولة و700 مليون دينار من القطاع الخاص. وبينت السيدة سميرة بن سوف بن عمارة، ان الهدف المنشود يتمثل في الارتقاء بالقدرات التنافسية للقطاع الصناعي التونسي والمراهنة على القطاعات ذات القدرات الهامة على النمو على غرار النسيج التقني والصناعات الغذائية والصناعات التي تجمع الميكانيك والإلكترونيك والإعلامية. وأوضحت أن المشاريع التي انطلقت في المجال ستمكن من تحويل الأقطاب "ذات البعد المحدود" إلى أقطاب تنافسية أي فضاء واحد يجمع القطب والمنطقة الصناعية وشبكة شراكة البحث والتكوين والإنتاج. ويبلغ عدد الأقطاب التكنولوجية في تونس حاليا 12 قطبا من بينها قطبان في طور البحث عن موقع لانجازهما، وهما قطبا قابس وباجة اللذان ينتظر دخولهما طور الاستغلال سنة 2012 وفق ما أفادت به المديرة العامة. وبالنسبة الى البقية فقد أبدت المسؤولة ارتياحها الكبير لنسق تقدم أشغال تهيئة كل الأقطاب المبرمجة وخاصة العدد المشجع لمطالب الشركات الراغبة في التمركز بها . وأكدت ان نسبة التمركز المنتظرة بقطب المنستير الفجة (نسيج) ستكون في حدود 70 بالمائة .اما في ما يهم الاقطاب التكنولوجية ببنزرت (صناعات غذائية) وسوسة (صناعات ميكانيكية وكهربائية والكترونية) وقفصة (متعدد الاختصاصات) والغزالة (تكنولوجيات المعلومات والاتصال)، فإنها تعرف حسب المصدر نفسه نسق تهيئة متقدم جدا مما يؤهلها لاحتضان الشركات الراغبة في ممارسة نشاطها بهذه الأقطاب . ولدى تطرقها الى الاقطاب التكنولوجية التنافسية على غرار قطب برج السدرية (طاقات متجددة وبيئة وتنمية مستديمة) وقطب سيدي ثابت (بيو تكنولوجيا) وصفاقس (تكنولوجيات اتصال وملتيميديا) اوضحت ان الاول بلغ طور الترويج التسويق في حين ما زال الاخران بين مرحلتي التهيئة والترويج . وبالتوازي مع ذلك ستتدعم البنية التحتية التكنولوجية من خلال إحداث مراكز للموارد التكنولوجية داخل الاقطاب التنافسية. وستعهد الى هذه الهياكل، التي تمولها الدولة وتتولى المراكز الفنية القطاعية التصرف فيها، مهمة تسهيل نقل التكنولوجيا للمؤسسات (اعداد النماذج والتحاليل والاختبارات والإنتاج بشكل محدود..). ويعتبر احداث القطب التكنولوجي بالعقبة من المشاريع المستقبلية، اذ من المؤمل ان يدخل طور العمل سنة 2013، وتقدر تكلفته الاجمالية ب 50 م د وهو يتكون من مخبر مركزي للتحاليل والتجارب ومركز فني للصناعات الغذائية والكيمياء واكثر من 30 مخبرا آخر.