منوبة 16 أكتوبر 2010 (وات) - انتظمت يوم السبت بقصر قبة النحاس بمنوبة ندوة وطنية ببادرة من التجمع الدستوري الديمقراطي حول موضوع "النهوض بالمرأة الريفية وآفاق المشاركة الفاعلة في حركة التنمية الشاملة والمستدامة" تندرج في إطار احتفال تونس باليوم العالمي للمرأة الريفية. ولدى افتتاحها هذه الندوة التي تنتظم تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي بينت السيدة نزيهة زروق عضو الديوان السياسي للتجمع والنائب الثاني لرئيس مجلس المستشارين أن الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة الريفية التي تم إقرارها سنة 1998 تمثل شاهدا قويا على إيمان رئيس الدولة الراسخ بالمكانة الهامة التي تحتلها المرأة التونسية والمرأة الريفية على وجه الخصوص في العملية التنموية. وأضافت ان هذه الخطة تعد أداة أساسية وآلية فاعلة للانتقال بالبرامج التي تستهدف المرأة الريفية إلى مستوى النجاعة المنشودة قصد إدماجها بصفة فعلية ودائمة في مسار التنمية الشاملة والمستدامة. وابرزت ما حظيت به خطة النهوض بالمرأة الريفية من متابعة رئاسية مستمرة تجلت من خلال تخصيص 3 مجالس وزارية لدعمها (2001-2005-2007) توجت بقرارات رائدة تهم مجالات استراتيجية على غرار مقاومة الانقطاع المدرسي ومحو الأمية وتعليم الكبار وتحسين مؤشرات صحة الأم والطفل والتكوين المهني والإدماج الاقتصادي والاجتماعي بالإضافة إلى إدراج هذه الخطة في إطار المخططات الخماسية للتنمية. وثمنت عضو الديوان السياسي الأهداف التنموية الطموحة التي أقرها رئيس الدولة لفائدة المرأة الريفية ضمن برنامجه المستقبلي //معا لرفع التحديات// والرامية إلى مزيد الارتقاء بمستوى عيش المرأة والفتاة الريفية وتدعيم سبل وآليات الإحاطة بهما. وبعد ان ذكرت ببعض المؤشرات الدالة على التطور المطرد لأوضاع المرأة الريفية ودورها في الحياة التنموية ابرزت السيدة نزيهة زروق ما تحظى به المقاربة التونسية في مجال النهوض بالمرأة عموما والريفية بصفة خاصة من تقدير دولي مثمنة في هذا الصدد إسهامات السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية ورئيسة منظمة المرأة العربية وجهودها للارتقاء بأوضاع المرأة وطنيا واقليميا . ومن جهته أشار السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري لدى اختتامه الندوة إلى أن المرأة انتقلت من العمل المنزلي والنشاط العادي في إطار المستغلات الفلاحية إلى الاستثمار الخاص في مجالات الانتاج الفلاحي وتحويل المنتجات الفلاحية والصناعات الحرفية والتقليدية. ولاحظ الوزير أن المرأة برهنت على قدرتها وكفاءاتها على القيام بجل الأعمال الفلاحية وساهمت في تنمية الإنتاج الفلاحي والنباتي والحيواني وفي ميدان الصيد البحري. وبين أن المعطيات المتوفرة لدى وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية تشير إلى تطور عدد النساء المستثمرات في القطاع الفلاحي من 15 إمرأة سنة 1992 إلى 2980 إمرأة سنة 2009 كما تطور عدد الفتيات المتحصلات على مقاسم فنية من 2 سنة 1994 إلى 57 حاليا وذلك في إطار برنامج هيكلة الأراضي الفلاحية الدولية ، إضافة الى حصول 291 باعثة على قروض عقارية لاقتناء أراض لإنجاز مشاريع فلاحية والانتصاب لحسابهن الخاص. وكانت السيدة عبير موسي الأمينة العامة المساعدة للتجمع المكلفة بالمرأة القت في بداية أشغال الندوة كلمة ابرزت فيها ما خص به الرئيس زين العابدين بن علي المرأة والفتاة في الريف من مكانة هامة وعناية متميزة ما انفكت تتدعم في ضوء المنظومة المتنامية من الآليات والبرامج المحدثة للغرض. وأشارت الى ما احرزته التجربة التونسية في مجال النهوض بمنظومة حقوق المرأة من تألق أممي وما تحقق لها مؤخرا من إشادة وتنويه كبيرين من قبل اللجنة الأممية لمتابعة تنفيذ اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" . وكان المشاركون قد استمعوا قبل ذلك إلى مداخلتين الأولى للسيد مبروك البحري رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري حول موضوع // الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة الريفية : المكاسب والتحديات والآفاق// والثانية للسيدة سلوى التارزي بن عطية رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية حول موضوع /تأهيل مراكز الفتاة الريفية سبيلا لدعم اندماجها الاجتماعي والاقتصادي/. وتم بالمناسبة عرض لتجارب مشاريع ناجحة للنساء في الوسط الريفي تمتعن بعديد الحوافز والتشجيعات . وقد أعربت المشاركات في الندوة عن اعتزازهن بما تحقق للمرأة التونسية من مكاسب رائدة مؤكدات التزامهن بمواصلة العمل والبذل والتفافهن حول الخيارات الحضارية للرئيس زين العابدين بن علي. واثر ذلك تحول المشاركون في الندوة إلى معتمدية البطان أين تعرفوا على الخدمات التي يقدمها فضاء الأسرة الريفية للترفيه واطلعوا على معرض بيع منتوجات المرأة الريفية بالعروسية.