تونس 19 نوفمبر 2010 /وات / يعاني قرابة مليار طفل في مختلف انحاء العالم من اشكال التهميش والاقصاء المرتبطة اساسا بظاهرتي الاستغلال والعنف التي ما تزال تمارس ضدهم اليوم في العديد من الدول سيما التي تشهد حروبا ونزاعات مسلحة مما يؤدى الى حرمان الطفولة من ابسط حقوقها و"اهمها الحق في الحياة". ولتسليط الضؤ على ما يعترض الاطفال من معاناة ومن منطلق حرصها على حماية حقوقهم الاساسية تحتفل المجموعة الدولية يوم 20 نوفمبر من كل سنة باليوم العالمي للطفل ليكون فرصة لنبذ ثقافة العنف ضد الاطفال والتذكير بضرورة سعي الجميع نحو تغيير واقع "اطفال العالم الابرياء وخاصة المعذبون منهم" الى الافضل. ويمثل هذا التاريخ الذى اقرته الجمعية العامة للامم المتحدة سنة 1945 مناسبة يدق فيها ناقوس الخطر لابراز اهمية تحسيس الفاعلين بمضاعفة جهودهم وتوحيدها من أجل وضع خطة مستقبلية بشان مختلف القضايا المرتبطة بتحسين وضعية الطفل عبر العالم والتفكير في استراتيجية مشتركة للدفاع عن حقوقه وتلبية احتياجاته الاساسية. واوضح انتوني ليك المدير التنفيذى لصندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" بهذه المناسبة انه على الرغم من " التقدم الملحوظ في مجال حقوق الطفل بالعديد من دول العالم خلال السنوات الاخيرة الا انه ما تزال هناك حاجة لزيادة التعاون والعمل الجماعي من اجل النهوض بوضع الطفل في العالم". وافاد في هذا الصدد ان "حوالي 250 الف طفل ما يزالون مرتبطين بجماعات مسلحة او بقوات مسلحة في مختلف انحاء العالم كما ان عدد الاطفال الذين يقعون سنويا ضحايا للاتجار عبر الحدود يقدر بنحو 1ر2 مليون طفل" مشيرا الى ان " الكثير من هؤلاء الاطفال يتم الاتجار بهم سواء داخل الحدود او خارجها". واعتبرت السيدة كريستين باغشتاد مستشارة اللجنة الدولية المعنية بالاطفال والحرب ان "تاثير الحروب على الاطفال مدمر حيث تتعرض الفتيات والفتيان بل وحتى الرضع الى القتل والتشويه مدى الحياة او السجن والاغتصاب " مضيفة ان " الاستغلال واساءة المعاملة تعد حقيقة مؤلمة بالنسبة لملايين الاطفال الذين يعانون من العواقب الناجمة عن النزاعات المسلحة". واوضحت ان "اليوم العالمي للطفل يشكل مناسبة ملائمة لاعادة التاكيد على حق مليار طفل في التمتع بالحماية والحصول على التعليم والغذاء والرعاية الصحية حتى في اوقات الحرب" مشيرة الى ان الاطفال "يتمتعون بموجب القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الانسان بالحماية من اى شكل من اشكال الاساءة وسؤ المعاملة مثل القتل والتعذيب والعنف الجنسي والاحتجاز التعسفي والتجنيد غير المشروع والخطف والنزوح القسرى". وقالت باغشتاد ان " اتفاقية حقوق الطفل وصكوك اخرى ذات الصلة مثل اتفاقيات جنيف لم تحدث وللاسف تغييرا كبيرا بالنسبة للعديد من الاطفال في مناطق الحرب ولذلك فقد ان الاوان لكي تبدا اطراف النزاع في الوفاء بالتزاماتها". واكدت السيدة مارتا سانتوس بايس الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة بشان العنف ضد الاطفال في ذات السياق ان " العالم المثالي هو الذى يمكن ان يتمتع فيه الاطفال بطفولتهم ويشعرون فيه بالحماية والاحترام ويتم فيه صيانة حقوقهم وسلامتهم ورفاهيتهم". وابرزت ان "المصادقة العالمية والتنفيذ الفعال للبروتوكولين الاختياريين الملحقين باتفاقية حقوق الطفل من شانه ان يمثل مساهمة لا تقدر بثمن لحقوق الطفل". يذكر ان الجمعية العامة للامم المتحدة كانت قد اعتمدت في شهر ماى 2000 بروتوكولين اختياريين لاتفاقية حقوق الطفل الموقعة سنة 1989 مكملين للحماية واسعة النطاق التي تكفلها الاتفاقية. وهما يوفران حماية اضافية للاطفال المعرضين للنزاعات المسلحة والاستغلال والدعارة وغيرهما. وفي الوقت الذى يتزايد فيه اهتمام المجموعة الدولية بضرورة صيانة حقوق الطفل من الانتهاكات والتمييز ما تزال وضعية الاطفال في العديد من دول العالم مهمشة وبحاجة الى مزيد الاهتمام حيث يعاني مثلا الطفل الفلسطيني والعراقي وغيرهما من الحرمان والفقر والعنف وهو يفتقد اليوم الى حقه الاساسي في الحياة الذى تكفله له الاتفاقيات الدولية والاعلان العالمي لحقوق الانسان. وتشير احدث الاحصائيات الرسمية الى ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت منذ اندلاع انتفاضة الاقصى سنة 2000 حوالي 8 الاف طفل وان ما يقرب عن 400 طفل قاصر ما يزالون قابعين في سجون الاحتلال الى غاية اليوم. وتؤكد الدراسات الصادرة في هذا الشان ان الاسرى الفلسطينيين من الاطفال يعانون اضطرابات نفسية ومن حالات العزلة والاكتئاب والقلق وغيرهما من الاعراض التي تتطلب المعالجة والتدخل. كما يعاني الطفل العراقي من مختلف اشكال الفقر والمرض والجهل والجوع والتشرد وانتهاك بشع وفضيع للحقوق والحريات على حد تعبير المنظمات الدولية بسبب الحرب التي تعصف بهذا البلد. وتوضح التقارير الدولية ان عدد الاطفال الايتام في العراق بلغ خمسة ملايين طفل معظمهم يعيشون ظروفا اجتماعية صعبة في حين يبلغ عدد النازحين منهم داخل وخارج البلاد في سن الدراسة الابتدائية نحو 220 الف طفل لم يستطع ثلثهم مواصلة تعليمهم خلال سنة 2008 فضلا عن وجود 760 الف طفل لم يلتحقوا اصلا بالمدارس الابتدائية. واشارت الى ان المعدل الشهرى للاطفال النازحين جراء العنف والتهديدات بين المليشيات المسلحة بلغ 25 الف طفل وتراوحت اوضاعهم بين التهجير الداخلي والهجرة الى دول الجوار وهو ما يعني مصيرا مجهولا وطفولة مشردة.