تونس 29 نوفمبر 2010 (وات)- تشارك تونس المجموعة الدولية احتفالها يوم الأربعاء 1 ديسمبر باليوم العالمي لمكافحة السيدا تحت شعار "مثلما أتمتع بحقوقي أنا أحترم حقوق الآخرين: حصول الجميع على ما يتطلبه الايدز من وقاية ومعالجة ورعاية جزء أساسي من حقوق الإنسان". وتؤكد منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا من خلال هذا الشعار على أهمية منح المتعايشين مع فيروس السيدا الشعور بالأمان والحق في الصحة وفى الحياة بتمكينهم من الاستفادة من خدمات الوقاية والعلاج والرعاية والدعم مجانا مع ضمان عدم التمييز باعتبار أن ذلك من حقوق الإنسان التي وجب احترامها والالتزام بتوفيرها لكل من هو في حاجة إليها. واختارت تونس هذه السنة "الوقاية من السيدا تعنينا ومراكز الإرشاد والكشف قريبة لينا" شعارا للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السيدا لإبراز دور هذه المراكز في تعزيز الوقاية لدى الشباب وتأكيد الحرص على التشجيع على الإقبال عليها. وتعد تونس حاليا 19 مركزا للإرشاد والكشف اللااسمى والمجانى لفيروس السيدا لتغطية 14 جهة، تم إرساؤها سنة 2009 إثر وضع خطة لدعم الكشف الطوعى منذ سنة 2007 بهدف تحقيق المعادلة بين تجذير السلوك الوقائي السليم وتوفير الرعاية والعلاج الضروريين للمصابين. وتحرص وزارة الصحة العمومية على تكثيف عدد المراكز وتقريب خدماتها من الفئات المعنية قدر الامكان باعتبارها آلية إرشاد وتوجيه وكشف فردية ومشخصة توفر الوقاية والحماية والعلاج المبكر عند الاقتضاء مع مراعاة خصوصية كل حالة في كنف السرية التامة. وهى عبارة عن فضاءات مفتوحة للانصات والارشاد المجاني والطوعي تهدف الى استقطاب الفئات الأكثر عرضة لخطر العدوى والكشف بصفة شخصية لكل حالة مع توفير العلاج المبكر عند الاقتضاء كل ذلك في كنف السرية التامة مع ضمان المجانية التامة لهذه الخدمات. ومكنت هذه المراكز منذ إحداثها إلى حدود شهر أوت 2010 من القيام ب14 الف كشف للاختبار السريع مع العلم وان الفئات المعنية تشمل تونسيين واجانب من مختلف الشرائح العمرية. ويؤمن خدمات هذه المراكز أطباء واخصائيون نفسيون الى جانب عدد من المرشدين الاجتماعيين، تلقوا جميعهم تكوينا في الغرض من طرف خبراء ومختصين من الخارج ومن تونس. وتجدر الإشارة إلى أنه تم إدماج هذه المراكز ضمن المؤسسات الصحية العمومية وفى بعض الجمعيات غير الحكومة بهدف التشجيع على الإقبال على خدماتها دون إحراج. وقد تمكنت تونس خلال السنوات العشر الاخيرة من المحافظة على عدد منخفض نسبيا للحالات المسجلة فى حدود 65 حالة سنويا. وبلغ العدد التراكمى للمصابين بفيروس السيدا منذ تسجيل أولى الحالات سنة 1985 الى حدود 30 اكتوبر الماضي 1620 مصابا منهم 52 حالة جديدة خلال السنة الحالية. ومنذ ظهور هذا الداء، حرصت تونس على توفير جميع مقومات الوقاية للفئات الاكثر عرضة لخطر العدوى والآليات الضرورية للإحاطة والتكفل بحاملي للفيروس للحد من انتشار المرض من خلال اعتماد البرنامج الوطنى لمكافحة السيدا والأمراض المنقولة جنسيا الذي يرتكز بالخصوص على الاعلام والتثقيف والمراقبة الوبائية وترصد الفيروس لدى الفئات المستهدفة إلى جانب الإحاطة الطبية النفسانية والاجتماعية المجانية للمتعايشين مع فيروس السيدا وعائلاتهم. وبذلك تمكنت من تجاوز عديد المراحل الهامة لاسيما التحكم التام في العدوى عن طريق نقل الدم ومشتقاته منذ سنة 1987 والتمكن من تامين العلاج الثلاثى المضاد للفيروسات القهقرية ل400 متعايش بنهاية شهر أوت 2010 وبنسبة 100 بالمائة منذ سنة 2001 لكل مستحقيه مع ضمان مجانية وتقريب هذه الخدمة من المتعايشين مع الفيروس بإدراجها بأربعة أقطاب بكل من تونس وسوسة والمنستير وصفاقس ودمجها ضمن الخدمات الاستشفائية العادية. كما تم تركيز الخطة الوطنية المتعلقة بعلاج ومراقبة الامراض المنقولة جنسيا ب80 بالمائة من مجموع المراكز الصحية الأساسية والقيام باستشارات وطنية وعالمية لتقييم نظام المراقبة الوبائية للعدوى بفيروس السيدا أكدت تمركز تونس بين البلدان ذات الانتشار الضعيف لهذا الوباء. وتوفقت تونس ايضا سنة 2008 الى تنفيذ خطة للوقاية من العدوى بفيروس السيدا من الأم المصابة الى الطفل وتوسيع شبكة الشراكة وتركيز نظم موحدة لدعم الاحاطة والمتابعة والتقييم للاستجابة ضد السيدا مع اعتماد المواثيق الدولية التي تمت المصادقة عليها. وبين التقرير الرابع الصادر مؤخرا عن منظمة الصحة العالمية وبرنامج الاممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا حول متابعة التقدم لبلوغ الهدف المحدد لعام 2010 والمتمثل في اتاحة خدمات الوقاية والعلاج والرعاية للجميع في ما يخص فيروس السيدا، احراز تقدم كبير فى عدة بلدان منخفضة الدخل وبلدان متوسطة الدخل في زيادة فرص الحصول على الخدمات المتصلة بالسيدا في سنة 2009 وتجدر الاشارة إلى أن عدد الأشخاص الحاملين لفيروس السيدا في العالم قدر حسب منظمة الصحة العالمية، ب4ر33 مليون حالة سنة 2008 مع وقوع نحو 7ر2 مليون اصابة جديدة خلال نفس السنة و2 مليون حالة وفاة بسبب المرض. ويتضمن برنامج أعدته ادارة الرعاية الصحية الاساسية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة السيدا بالخصوص يوما تحسيسيا لفائدة الطلبة والشباب بالمركب الجامعى بمنوبة حول مكافحة السيدا ومعرضا وثائقيا لمختلف الدعائم التوعوية والتثيفية التي انجزتها وزارة الصحة العمومية حول الموضوع الى جانب حصص إذاعية وتلفزية حول موضوع السيدا.