تونس 7 ديسمبر 2010 /وات/ - شيع بعد ظهر اليوم الثلاثاء، جثمان الفقيد الطيب السحباني الذي وافاه الأجل المحتوم أول أمس الأحد، وذلك إلى مثواه الأخير بمقبرة الجلاز. وبتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي، تولى السيد فؤاد المبزع عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي، رئيس مجلس النواب، تأبين الفقيد خلال موكب حضره بالخصوص الوزير الأول ورئيس مجلس المستشارين والأمين العام للتجمع ووزير الدولة المستشار الخاص لدى رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ومفتي الجمهورية وعدد من أعضاء الحكومة ومجلسي النواب والمستشارين والمجلس الاستشاري للمقاومين وكبار المناضلين إلى جانب عدد من الشخصيات الوطنية والإطارات التجمعية ومن أفراد عائلة الفقيد. واستعرض السيد فؤاد المبزع بالمناسبة خصال ومناقب الفقيد الذي عرف ضمن الصفوف الأولى للمناضلين الوطنيين الصادقين الأبرار وكرس حياته لخدمة الوطن الذي تربي على الإخلاص له وتعلق بالتضحية في سبيل نهضته. وبعد أن ذكر بالمسيرة التعليمية للمرحوم وبما عرف به من تحمس للنضال وتحمل المسؤوليات النضالية بشجاعة وإسهام في نشر الوعي الوطني وتبليغ رسالة الحزب، أبرز عضو الديوان السياسي انخراط الفقيد في مختلف أنواع الكفاح التحريري وصموده على طريق النضال وتمسكه بالوقوف في وجه المستعمر، رغم ما تعرض إليه من ضروب التعسف ومن التتبعات الاستعمارية. كما أبرز النشاط الحزبي للمرحوم الطيب السحباني واضطلاعه بعديد المسؤوليات التي أثبت من خلالها رصانته وحصافة رأيه وأسلوبه النافذ وإجادته للإقناع وقدرته على المصالحة بين المناضلين. وأشار السيد فؤاد المبزع إلى أن الفقيد انطلق، مع نيل الاستقلال، في مرحلة جديدة من النضال الوطني المتصل ببناء الدولة الفتية وتوطيد أركانها، مبينا مساهمته في رسم ملامح الدولة التونسية المستقلة، من خلال الدور الذي اضطلع به المرحوم صلب المجلس القومي التأسيسي، قبل أن يدخل غمار العمل الدبلوماسي الذي أثبت من خلاله قدرات فائقة على توطيد علاقات الصداقة التونسية مع جل دول العالم. واستعرض مساهمة المرحوم الطيب السحباني في التجربة البرلمانية الوطنية العريقة، من خلال انتمائه للمجلس القومي التأسيسي وانتخابه عضوا بمجلس النواب سنة 1994 وتعيينه لعضوية مجلس المستشارين منذ سنة 2005 إلى أن وافاه الأجل المحتوم. وبعد أن أشار إلى إسهامات الفقيد في مجال العمل البلدي ومساندة العمل الجمعياتي، لاحظ عضو الديوان السياسي أنه بالنظر إلى هذه المسيرة النضالية الثرية والمتميزة، أسندت إلى المرحوم رئاسة المجلس الاستشاري للمقاومين وكبار المناضلين للتجمع، كما وشح صدره بوسام السابع من نوفمبر بعد أن نال الصنف الأكبر من وسامي الاستقلال والجمهورية. كما أبرز الرعاية السامية التي كان يحظى بها الفقيد الطيب السحباني من قبل الرئيس زين العابدين بن علي وما لقيه من رفيع العناية، لاسيما خلال فترة مرضه حيث خصه سيادته ببالغ الاهتمام. وبين السيد فؤاد المبزع أن المرحوم كان من أول المساندين لتغيير السابع من نوفمبر والعاملين على تكريس مبادئه، مؤكدا أن تونس والأسرة التجمعية فقدت بوفاته أحد أبنائها البررة ورجالاتها المخلصين الذين وهبوا حياتهم لخدمة الوطن ونصرة قضاياه.