تونس 17 ديسمبر 2010 (وات/ تحرير إيمان بحرون)- ستكون تونس ابتداء من السبت 18 ديسمبر وحتى الخامس والعشرين منه،عاصمة دولية للغناء والموسيقى من خلال انطلاق الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية التي تلتئم بإذن من الرئيس زين العابدين بن علي محتضنة موسيقيين من 13 بلدا في العالم جاؤوا لتأثيث تظاهرة موسيقية استثنائية تهدف الى تحقيق الإشعاع لقطاع يكتنز بالثروات الفنية ويطمح أهله إلى احتلال مكانة هامة في عالم موسيقي مليء بالرهانات والتحديات. فعلى امتداد ثمانية ايام ستغني العاصمة التونسية وستعزف ألوانا مختلفة من الموسيقى العالمية التي تاتي من المغرب العربي ومن مشرقه ومن دول من القارة السمراء ومن اوروبا تحت لواء اسم قرطاج العريق وتلبية لدعوة تونسية ترمي الى ان تكون البلاد مهدا وأرضا للقاء والتحاور والتلاقح والتعريف بمكتسباتها في المجال، بما يجعل هذه التظاهرة بوابة للعبور نحو افاق ارحب مثلما نجحت في المهمة ايام قرطاج السينمائية وأيام قرطاج المسرحية وكما مثل ركح المسرح الاثري بقرطاج، الذي يحتضن المهرجان الدولي للغناء والموسيقى، فضاء مثاليا لكسب رهان العالمية. والمتأمل في البرنامج الذي أعدته الهيئة المشرفة على هذه الدورة التأسيسية بإدارة الموسيقي كمال الفرجاني يلحظ عمق التناول لتحديات الشأن الموسيقي ورهاناته، حيث لم يمثل التسابق إلا جزءا بسيطا من مكونات التظاهرة رغم تقدم عدد كبير من الفنانين للمشاركة في المسابقات سواء بالغناء أو بالعزف. وإن في توسيع دائرة المسابقات من محلية الى مغاربية وعربية في مرحلة اولى عمق نظر في اعتبار أغنية اليوم وموسيقاها بلا حدود تقيم فقط وفق قدرتها على التميز وعلى تحقيق الاضافة وتشنيف الآذان. وفي هذا الباب سيتسابق 22 صوتا مغاربيا من جملة 133 تقدموا الى هذه المسابقة. كما ستتنافس 7 معزوفات موسيقية من جملة 60 معزوفة تقدمت للمشاركة في باب مسابقة المعزوفات الموسيقية الى جانب 9 عازفين على الة العود اختارتهم لجنة الفرز في هذا الباب للفوز بجوائز مسابقة العزف المنفرد على العود ويمثلون تونس وسوريا والعراق وليبيا. وستختار الفائزين في مختلف المسابقات لجنتا تحكيم دوليتين، تقيم الاولى المشاركين في مسابقتي الاغاني والمعزوفات برئاسة الموسيقار المصري جمال سلامة ومن اعضائها الفنان المغربي عبد الوهاب الدوكالي والموسيقي التونسي محمد الماجري والجزائري عبد القادر الحوتي وتقيم الثانية عازفي الة العود ويرأسها العراقي نصير شما ومن بين اعضائها الموسيقيان مراد الصقلي ورضا الشمك من تونس والموسيقي حسين سبسبي من سوريا والموسيقي شربل روحانا من لبنان. ويبلغ عدد السهرات الموسيقية بشكل عام 35 سهرة موزعة على فضاءات داخلية وخارجية وتضم جنسيات مختلفة واسماء مشهود لها في هذا المجال ،الى جانب موسيقيين شبان قد تحقق لهم هذه التظاهرة بما ستتخذه من اشعاع يتجاوز حدودها الجغرافية، الشهرة والمكانة التي يحلمون بها. ومن الاسماء الهامة التي ستؤثث هذه السهرات سواء بالغناء او بالعزف فنانون تونسيون بارزون على غرار لطفي بوشناق في سهرة مغاربية تكريمية لمسيرته وصابر الرباعي في حفل خاص وصوفية صادق في سهرة الاختتام وسنيا مبارك وزياد غرسة في حفلتين يقدمان من خلالهما اخر انتاجاتهما الفنية. ولبى دعوة الايام العازف العراقي والعالمي نصير شما والمغني السوري حمام خيري والمغني التركي محمد بتماز والفنانة زهرة جويا من افغانستان والفنان باسيكو كوياتي من مالي الى جانب مجموعات موسيقية شهيرة مثل الاركستر الايطالي جيراردو دي ليلا والاركستر الفرنسي ارموني ... ويحمل اختيار القائمين على الايام بان تكون السهرة الافتتاحية تكريمية، أكثر من معنى من بينها ان التأسيس للمستقبل يمر حتما عبر النهل من الماضي والاعتراف بما قدمه رواده من اعمال تمثل المنطلق الرئيسي للمعاصرة والتجديد.حيث سيتم في حفل الافتتاح تكريم كل من السيدة نعمة والفنانين رضا الخويني ومحمد رضا. واعتبارا لأن التكوين العلمي هو مرتكز اساسي للدخول في غمار المنافسة وفرض الذات فإن هذه الايام سيعززها جانب علمي هام من خلال ورشات تكوينية ستشرف عليها اسماء مشهود لها وستتمحور حول التأليف الموسيقي باستعمال الحاسوب والعزف على العود الى جانب ندوة علمية هامة تتطرق الى الراهن من المسائل والقضايا المتعلقة بالشأن الموسيقي والغنائي بشكل عام. إن أيام قرطاج الموسيقية، كما يقدمها برنامجها، تلوح تظاهرة فنية استثنائية لا مثيل لها على المستوى المغاربي ولا حتى الاقليمي، رهاناتها متعددة وأهدافها واضحة. وسيؤكد قادم الأيام أن إعطاء الإذن السامي بتنظيمها هو خطوة أولى استشرافية وأساسية نحو احتلال تونس للمكانة التي هي بها جديرة في العالم الموسيقي والغنائي.