رأس جدير (مدنين) 26 فيفري 2011 (تحقيق روضة بوطار)- لا تزال حركة عبور التونسيين والرعايا الاجانب عبر النقطة الحدودية راس الجدير على كثافتها رغم مرور اسبوع كامل عن بداية عمليات الهروب الجماعي لهؤلاء من اتون العنف والفوضى الذى ساد جل المناطق الليبية. واشارت مراسلة/وات/ بالجهة ان عدد الوافدين فاق كل التوقعات حيث بلغ حتى منتصف ليلة أمس الجمعة 35 ألف شخص منهم 17 ألف و427 تونسي و12 ألف مصري و1843 صيني والبقية من جنسيات مختلفة. حركة العبور وما ان تهدا قليلا حتى تعود للارتفاع من جديد وقد سجلت الساعات الاخيرة توافد 2035 مصري وعدد هام من الصينيين والأتراك مقابل تراجع اعداد التونسيين العائدين من الاراضي الليبية. وتشهد منطقة راس الجدير والساحات المحاذية لنقطة العبور وكذلك مدينة بن قردان والطريق الرابطة بينهما حركة كثيفة جيئة وذهابا حيث تمتد قوافل السيارات والحافلات وعربات قوى الامن والجيش الوطنيين لمئات الامتار فى مشاهد غير مالوفة اصبحت من يوميات الجهة منذ اندلاع الشرارة الاولى لانتفاضة الاشقاء فى ليبيا قبل نحو اسبوع. هناك نشطت جهود الاهالي والمتطوعين والسلط المحلية والهيئات الادارية المعنية كل بما استطاع للاحاطة بالعابرين وخاصة من الرعايا الاجانب على جميع المستويات ومساعدتهم على اتمام اجراءات العبور. وفي هذا السياق يقدم شباب لجان حماية الثورة ببن قردان والهلال الأحمر والحماية المدنية وديوان التونسيين بالخارج كل ما يستحقه هوءلاء الوافدين الذين أرقهم عناء الطريق والظروف الامنية الصعبة بالقطر الليبي الشقيق والجوع أيضا، فقدموا لهم الاكل والشرب والاسعافات الطبية لمن يستحقها. ويتم نقل اللاجئين عبر حافلات ، التونسيين نحو مناطقهم والاجانب ومنهم بالخصوص الصينيون والاتراك الى مدينة جربة حيث نسقت سفاراتهم عملية اقامتهم وعودتهم الى بلدانهم. أما المصريون فكثيرون ممن التقتهم مراسلة /وات/ يقولون انهم اتوا دون تنسيق مع سفاراتهم، هم قدموا فقط لانهم سمعوا بامكانية التوجه نحو تونس كما انهم لا يعلمون متى وكيف سيرحلون الى بلادهم. يقول أحمد الذي أقام منذ البارحة في المخيم العسكري /انا مستاء لتباطوء السفارة في اتخاذ الاجراءات الضرورية، نحن نريد العودة في أقرب الآجال/. عائلة مصرية تقيم بنفس المخيم توجهت بعبارات الشكر للسلطات التونسية على ما قدمته من احاطة ومساعدة وهي تناشد المجتمع الدولي ارجاعهم الى مصر. كل الرعايا المصريين الوافدين على راس الجدير اجمعوا على هذا النداء واكدوا على ضرورة الاسراع باجلائهم الى مصر. ورغم توفق مختلف الاطراف التى تجندت لحسن استقبال الوافدين على تونس عبر راس الجدير فى توفير الأغذية بفضل مجهود تضامني سخي الا أن اشكالية تأمين إقامة المصريين لا تزال قائمة أمام تباطوء ترحيل الإفواج القادمة منذ أيام. وقد دعا الهلال الأحمر الهيئات الاقليمية والدولية الى التعجيل بترحيل الجالية المصرية تخوفا من الوافدين الجدد والذين هم في طريقهم الى رأس جدير بالآلاف. وفى هذا السياق طلب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا للاتحاد الدولي للصليب الأحمر فى تصريح ل/وات/ من المنظمات الدولية ان توجه نداء للسلطات المصرية للاسراع في ترحيل رعاياها. واشار الى أنه يتواصل التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لادخال مواد طبية لرأس جدير. من ناحيتها تواصل بعثة المنظمة الدولية للهجرة المتواجدة بهذه المنطقة معاضدة جهود الهلال الاحمر فى مساعدة اللاجئين وتأمين عودتهم الى بلدانهم. وبدوره أعرب مكتب المساعدات الانسانية بالاتحاد الأوروبي المتمركز بالمكان عن استعدادهم لتقديم يد المساعدة لمن يطلبها من المنظمات من اجل احكام التعامل مع تطورات الوضع بالجهة على جميع المستويات. وفى هذا السياق عبرت السيدة هينكي فيت من مصلحة المساعدة الانسانية بالاتحاد الأوروبي عن اعجابها بالمجهود التطوعي والتضامني الذي برهن عليه الشعب التونسي تجاه الشعب الليبي قائلة /سنستجيب لأي طلب مساعدة، لقد تم تخصيص 300 مليون يورو لتمويل مساعدات للرعايا التونسيين والاجانب في ليبيا وعلى الحدود التونسية الليبية. كما قدمت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين /الانروا/ اليوم مساعدة انسانية تتمثل اساسا في 100 خيمة و3000 قطعة من الأغطية وحشايا ومستلزمات اخرى. للتذكير حلت البارحة بمطار جربة طائرة عسكرية من الكويت محملة بمساعدات طبية في انتظار وصول طائرة تقل مخيما يتسع ل 10 الاف شخص. من جهة أخرى وصل الى المنطقة وفد يمثل المنظمة الدولية للصحة الذي عاين الأوضاع بمخيم اللاجئين الذى ركزه الجيش الوطني وهو يتابع ظروف إيواء الجالية الاجنبية. كما زار الوفد المستشفى المحلي ببن قردان حيث تم تركيز وحدة لتجميع الأدوية من مختلف الجهات. كما حرصت هذه المؤسسة الصحية على تقديم العديد من خدمات الاسعاف والمعالجة لاعداد من المرضى والمصابين الوافدين من الجهة الاخرى للحدود. وافاد السيد منتصر السويحي ناظر المستشفى ان هذه المؤسسة تستقبل يوميا حوالي 40 شخص يشكون من امراض مزمنة وحالات ولادة مبكرة أو اجهاض ورضوض جراء التعنيف الشديد وتعفنات الى جانب حالات استوجبت عمليات جراحية خاصة لاستئصال الزائدة الدودية.