راس الجدير 05 مارس 2011 (وات- تحقيق روضة بوطار)- يتميز الوضع الصحي بالنقطة الحدودية براس جدير بالاستقرار، حيث لم يسجل الى حد الان ظهور مؤشرات لاوبئة او تسرب امراض معدية خطيرة، باستثناء تسجيل 20 حالة اصابة بالتهاب العيون و/الجرب/، اقترنت مع بداية توافد اللاجئين البنغال. وقد بادرت الاطارات الطبية الساهرة على تامين الرعاية الصحية للوافدين على معبر راس جدير بالتنسيق مع الجيش الوطني والمنظمة العالمية للصحة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بعزل المصابين في المخيم العسكري للاجئين تجنبا للعدوى. وقد اقتصرت الحالات الوافدة على العيادات الطبية على حالات ارهاق وصداع وسؤ تنفس واحيانا سؤ هضم. ويخضع كل وافد من القطر الليبي الشقيق عبر راس الجدير، الى عناية طبية دقيقة منذ عبوره المنفذ، حيث تتمركز بكثافة فرق طبية تابعة للحماية المدنية والصحة العمومية والهلال الاحمر التونسي وعدة متدخلين من اطباء وممرضين ومسعفين. وتنقل الحالات المستعجلة التي تستوجب تدخلا اكبر عبر اسطول هام من سيارات الاسعاف الموضوعة على ذمة اللاجئين بالمنفذ الحدودي الى المخيم العسكري الذي يحتوي على 3 مراكز اسعاف اولية ومستشفى ميداني مهيأ لإجراء العمليات الجراحية. ويتولى فريق طبي عسكري يتكون من 80 اطار طبي وشبه طبي، تعزز امس الاول بفريق طبي من المغرب، القيام بالفحوصات اللازمة واجراء عمليات بالمستشفى العسكري بالمكان، اذ تم الى حد الان اجراء 4 عمليات جراحية. كما يؤمن هذا المستشفى يوميا نحو 550 عيادة طبية الى جانب نقل بعض الحالات الى المستشفيات القريبة وخاصة مستشفى بن قردان. ومن ناحية اخرى تم تسجيل حالتي وفاة لبنغالي نتيجة نوبة قلبية ومصري ادركته المنية بمنفذ العبور من الجانب التونسي. وبهدف ضمان وضع صحي سليم وتجنب تسرب الاوبئة، تم توفير مختلف الامكانيات المادية والبشرية والادوية ونصب الخيام الصحية التابعة لوزارة الصحة العمومية والهلال الاحمر التونسي والمركز الطبي المتقدم التابع للحماية المدنية ووضع اسطول هام من سيارات الاسعاف والعديد من الاطارات الطبية وشبه الطبية للغرض. كما تم يوم الجمعة تركيز وحدة للاحاطة النفسية بالتنسيق مع جمعية اطباء دون حدود. وفي هذا السياق يؤكد الدكتور سمير عبد الجواد المشرف على المركز الطبي المتقدم براس جدير ان الوضع الصحي في تحسن مستمر نظرا للتعزيزات المتزايدة للمنظومة الصحية. ومن جانبه بين الدكتور محمد السوسي عميد طبيب بالجيش الوطني انه "لا خوف من الاوضاع الصحية، فاليقظة والعناية مستمرتين داخل مخيم اللاجئين" وهو ما اكده ممثل عن المنظمة العالمية للصحة المتواجد براس الجدير حيث افاد ان الوضع الصحي لا يبعث على الخوف لكن ملازمة اليقظة واجبة. اما الدكتور زهير الفقيه منسق العمل الصحي بالحدود التونسية الليبية فاكد ان " تخوفاتنا الاولى قد تبددت امام سير الوضع نحو الانفراج، ولم نسجل حالات خطيرة من أمراض معدية، مما جعل الوضع الصحي مستقرا خاصة بفضل التنسيق المتواصل بين مختلف المتدخلين بالمنظومة الصحية على عين المكان والتعاون القائم بين اعوان واطارات الصحة العسكرية والصحة العمومية وحماية مدنية. ومن ناحية اخرى، شهد المعبر الحدودي بعض الفوضى سببها رعايا بنغاليين بعد تسرب اشاعة بوجود طائرتين لنقلهم الى بلدهم حيث تحركوا فى صفوف طويلة على الاقدام نحو مخيم الشوشة براس جدير ولم ينتظروا توفير حافلات لنقلهم.