وجه الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رسالة مؤثرة لابنته "عُلا"، بمناسبة مرور 100 يوم على حبسها وزوجها حسام خلف، القيادي بحزب الوسط في مصر. القرضاوي عنون رسالته التي نشرها على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ب"رسالة إلى ابنتي عُلا"، افتتحها بعبارات حب أبوي، قائلاً: "ابنتي وحبيبتي عُلا، فلذة كبدي، ومهجة قلبي، وثمرة فؤادي، ابنتي التي لها مني كل القلب، ومن قلبي كل الحب، ومن حبي كل الصدق، ومن صدقي كل الإخلاص". وتابع: "حبيبتي.. صار لك أكثر من مئة يوم في سجون الطغاة، وما أطول أيام الظلم على المظلوم، حتى لكأن اليوم بسنة، ستنقضي إن شاء الله أيام الظلم هذه، وتعودين وزوجك لأهلك وبيتك، سالمة غانمة". وأضاف: "أنت زوجة وأم وجدة، وامرأة مسالمة، وموظفة في سفارة بلدك، التي تحملين جنسيتها، لا علاقة لهم بعملك، ثم أنت لا تشتغلين بالسياسة، يشتغل بالسياسة زوجك، من خلال حزب الوسط، المرخص والمعترف به قانوناً، ورغم ذلك اعتقلوه سنتين أو أكثر، وحُوكم فلم يوجد عليه شيء، فبرَّؤوه وأفرجوا عنه، ثم أعادوه مرة أخرى، لأنه زوجك". وواصل القرضاوي: "الأصل في الإنسان أنه بريء، هكذا يراه القانون، كل قانون، والأصل في كل متهم أنه بريء، ما لم تَدِنْه محكمة عادلة، ومن حقِّه أن يستأنف الحكم، ومن حقِّه أن يلجأ للنقض، والأصل في محاكم النقض أنها مع المتهم حتى تبرئه أو تدينه، والله وكيل عليها". وتساءل القرضاوي: "لماذا يعاملونك هذه المعاملة القاسية، ولماذا هذا الحبس الانفرادي في زنزانة ضيقة، لا يعرف فيها ليل من نهار؛ بل لماذا الحبس أصلاً؟ ولماذا التشهير في الصحف والأخبار أثناء المحاكمة؟ ولماذا المنع من الحقوق الأساسية، من زيارة ورعاية صحية ودواء؟". وأضاف مستغرباً: "فلا ارتكبت كبيرة ولا صغيرة، لا دينية ولا دنيوية، ولا شاركت في مظاهرة ولا مغامرة، وقد مرَّ عليك سنوات وأنت تخرجين وتدخلين، وتسافرين وتعودين، ولم يقل لك أحد أي كلمة، فما الذي جرى اليوم؟ وكأنهم تذكروا فجأة أنك بنت القرضاوي". وأردف: "وأبوك يا ابنتي، قد سار بين الناس طول عمره بالدين، وتعليم الدين، فقيها ومفتياً، وداعياً ومعلماً، وشاعراً وكاتباً" متسائلاً "فما ذنبك أنت؟ لماذا يعاقبونك أنت؟ أو لماذا يعاقبون أباك في صورتك؟". واستطرد: "لقد حاكموا أباك، وهم لا يرونه إلا مشاركاً في تجمعات الأزهر الكبرى، وهو رئيس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولعدد من المؤسسات العلمية والدعوية، وعضو وخبير بالمجامع الفقهية الكبرى، لقد كان حين وجهوا له هذه التهم عضواً في هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية بمصر". وتساءل مستغرباً لماذا يحاكمونه "بتهمة غريبة أنه شارك وهو فوق الخامسة والثمانين – آنذاك - في اقتحام السجون، وإخراج المسجونين من سجن لم يسمع به إلا حين سمع هذه التهمة، والتي لم يعلموه بها، لا في مصر ولا في قطر".