لا تبكي يا امي فهو العيد...... فقد وعدك ربك بأن ابنك شهيد لا تبكي يا امي وزغردي فقد قدّمت دمي فداء لوطني وغسلت به ترابه وطهّرت به تونس من الغدر والخيانة. لا تحزني يا امي فهو القدر ولا بدّ للحقّ أن ينتصر... ولليل ان ينجلي...وللقيد أن ينكسر
أبي...لا تنهزم وارفع رأسك...انك والد البطل...بطل ترك سريره وفارق حبيبته وودّع أبناؤه فداء لوطنه. بطل حمل سلاحه وقطع مسافات طويلة مترجّلا، مهرولا... يقتفي أثر عدوّ جبان اختار المغارة والكهف مسكنا هروبا من موت يشبهه...بطل اختار حياة غير التي اخترتموها، حياة ملؤها الحب...شعارها الوطن، ورمزها الوفاء.
إمسح دموعك يا بُني، ولا تستسلم ، فحزنك هدفهم، وانكسارك أمنيتهم، وكن فخورا فذلك يُربكهم، انهض واتّخذ من رائحتي وقوّتي وعزيمتي مثلا أعلى يجعلك تمشي منتصب القامة، مرفوع الرأس...
لا تحزني يا حبيبتي...فالفراق قدرنا، والوداع نصيبنا، فأنا لم أختر الحياة وهذا ليس كافيا ليُختار لي الموت، لم أختر صرختي حين صرخت ألما وقهرا من غدر العدوّ، لا تبكي يا صغيرتي فدموعك نار تحرقني وحزنك سيف يقطعني ويفعل بي ما لم يفعله قاتلي.
أحبّتي لا تحزنوا، فقد زفّيتموني شهيدا فوق أكتافكم، ورفعتم رؤوسكم فخرا...فربّما بذلك تحرقون قاتلي قهرا...