قدم الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي تقييمه لما أنجز بعد خمس سنوات من الثورة التونسية في تدوينة مطولة جاءت على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "الفايس بوك" عنونها "السنوات الخمس / القوانين الخمسة" وكتب المرزوقي أنه "في مثل هذا اليوم 14-1-2011، انهار النظام الاستبدادي في تونس بهروب المخلوع. تقييم أوّلي للثورة التي أعطت إشارة انطلاق الربيع العربي. نكتشف أن ثورتنا لا تختلف في شيء عن كل الثورات التي حدثت على مرّ التاريخ. هي تتبع نفس القوانين الأزلية وكل ما عرفته من أحداث لا يخرج عما عوّدنا عليه التاريخ. التفاصيل متباينة والثوابت قارة لا لبس فيها ولا تغيير. وقال إن القانون الأول هو أن "لكل ثورة ثمن باهظ" وتمثل في سقوط 308 شهداء و2000 جريح يضاف إليهم عشرات القتلى الجرحى من العسكريين والأمنيين الذين استشهدوا إبان المواجهات مع الإرهاب"، مضيفا أن تونس "إن لم تغرق في حمام الدم فبسبب تجانسها المذهبي وجيشها المنضبط وأمنها الجمهوري ومجتمعها المدني القوي واعتدال شعبها الذي نبع منه اعتدال كل ''الحكماء''. وجاء القانون الثاني بعنوان "الثورة لا تحقق مصلحة من ضحّوا من أجلها وإنما مصلحة من ضحّوا بها."، مضيفا "رئيس لم يحرّك ساكنا طيلة سنوات الدكتاتورية...لولا الثورة لبقي محاميا مغمورا ...يسخر من الثورة ومن شهدائها ...يضرب طول الوقت عرض الحائط بالدستور الذي جاءت به الثورة والذي قبلنا من أجل ولادته بكل التنازلات ... آخر مشهد سريالي يظهر أن التاريخ يتقدم خطوة ويتراجع خطوات: رئيس فشل في أن يكون رئيس كل الندائيين ومع هذا يقول إنه رئيس كل التونسيين يفتتح في مخالفة صريحة أخرى للدستور نصف حزب ابن لم يسمع به أحد قبل الثورة والكلّ يعلم أن هذا النصف حزب هو أداة التوريث".وتابع أن القانون الثالث هو أن الثورة قطة تأكل أطفالها، حيث تحالف اليسار الاستئصالي مع النظام القديم لقطع الطريق على مرشّح الثورة في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، وتفرّق الثوريون وكل طرف يحمّل الآخر مسؤولية ما حدث و ''كل على كل زاري وله عدو وعليه عاتب '' كما يقول ابن المقفع، حسب قوله . وواصل المرزوقي أن القانون الرابع هو أن لكل ثورة، ثورة مضادّة "رحل الطاغية وترك لنا إعلامه الفاسد ودولته العميقة وشبكة الانتهازيين التي كان يسميها حزبا، فتحالفت كل هذه القوى لإجهاض الثورة." مثلما ذكر"استعملت بخبث منقطع النظير سلاح الاعلام لتشويه الثورة وتحقير الثوريين،عطّلت كل المشاريع الاقتصادية وأهرقت القاذورات في كل مكان لا يهمها تدنيس الأرض المقدسة ما دام '' الوسخ المؤقت '' يظهر عجز الحكومة عن أبسط الخدمات، وركبت على إرهاب واغتيالات سياسية لا أحد يدري لحدّ الآن من خطّط لها." حسب قوله. وختم بالقول إن القانون الخامس هو أن الثورة بحاجة إلى الزمن لتحقق أهدافها مستشهدا بالعديد من الثورات في العالم "المشروع ما زال جاريا إلى اليوم، لذلك لا تحبطكم قوانين التاريخ الرهيبة... سنقبر نهائيا دولة الحزب وحزب الدولة. سنعيد بناء مؤسساتنا على القيم والعلم والعمل. سنبني ديمقراطية لا يجهضها المال الفاسد...سنحقق مشروع شعب المواطنين...ننتصر أو ننتصر.".