الإعلامي مكّي هلال، عاد إلى تونس ليثري المشهد التلفزي من خلال نشرة أخبار بتصوّر مغاير على قناة التاسعة. بضع نشرات، و سويعات بث لتدقّ طبول الحرب في بن قردان، حرب على شرذمة تحسب على بني البشر جاؤوا ليقتلوا فقتلوا، ليأسروا فأسروا، ليجوِّعوا فتاهوا وسط أهالي بن قردان الذين أبوا إلا أن يتركوا أسماءهم و قد نقشت بدماء طاهرة زكية. مكي هلال أعلن سابقا عن إستشهاد إبن عمّته رئيس فرقة مكافحة الإرهاب ببن قردان ''عبد العاطي عبد الكبير ''، طالته يد الغدر ذات فجر و ترك وراءه طفلين، و تنقّل الإعلامي إلى مسقط رأسه ليلعب دور المراسل و يعود ليسرد على مسامعنا ''ملحمة بنقردان''. "مطاردة المواطنين العزل للإرهابيين ، هذا ليس جنونا هذه تونس ! هذا أمر شهدته بنفسي في بنقردان ... رحم الله الشهيد لسعد الجري الذي قتله ارهابي بعد أن أصر لسعد، أستاذ التعليم الثانوي والناشط في المجتمع المدني ،على مطاردته هو وابن عمه عبد الكريم واستشهدا معا، بطولات سترويها أجيال عن ملحمة بنقردان وجيل وطني أعزل يطارد مسلحين مدججين بالأسلحة والقنابل وينتصر عليهم أو يستشهد . سأكتب قريبا مشاهداتي في بنقردان حتى لا يطويها النسيان. عسى الحكام ينتبهون أكثر لهذا الثغر المهم والمنسي رغم أنه خط الدفاع الاول ضد الارهاب والموت القادم من الشرق !". ملحمة بن قردان لن يحدثنا عنها مكي هلال فحسب، بل سنسمع روايات عدّة من صحفيين و مصورين تنقّلوا لينقلوا الأحداث، و جنود حملوا السلاح و إستبسلوا للدّفاع عن الوطن، و أهالي شرفاء ساندوا الحق في وجه الباطل و كانوا عنوانا للشجاعة و الكرم.