تكبدت قوات متحالفة مع الحكومة الليبية المدعومة من الأممالمتحدة خسائر في صفوفها بسبب القناصة والألغام الجمعة أثناء قتالها لتنظيم الدولة الإسلامية بهدف السيطرة على مركز مؤتمرات استراتيجي في مدينة سرت الساحلية. وتتشبث داعش بوسط سرت في مواجهة حملة مستمرة منذ شهرين من كتائب تضم بشكل رئيسي مقاتلين من مدينة مصراتة الواقعة في غرب البلاد. وتباطأ تقدمهم بفعل مقاومة متشددين تحصنوا في منطقة مساحتها خمسة كيلومترات في وسط سرت. ومن شأن خسارة سرت أن تمثل انتكاسة كبيرة للدولة الإسلامية التي أنشأت أهم قاعدة لها خارج سوريا والعراق في هذه المدينة الليبية. وتخضع سرت منذ العام الماضي لسيطرة هذه الجماعة المتشددة التي بسطت وجودها على طول نحو 250 كيلومترا من الساحل. وبعد التقدم السريع الذي حققته القوات الحكومية في بداية عمليتها العسكرية، عاد وتباطأ بفعل المقاومة التي يبديها الجهاديون الذين يشنون هجمات مضادة خصوصا عبر سيارات مفخخة يقودها انتحاريون. وفي بداية يوليو، اعلنت قوات الحكومة الليبية سيطرتها على حي السبعمئة المهم في وسط مدينة سرت وبدات التقدم نحو محيط مركز واغادوغو للمؤتمرات حيث مركز قيادة الجهاديين. وقتل في العملية العسكرية منذ انطلاقها اكثر من 260 عنصرا من القوات الحكومية واصيب اكثر من 1400 بجروح، بحسب مصادر طبية في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، مركز قيادة عملية "البنيان المرصوص". وأصبح مجمع قاعات واغادوغو مكانا رئيسيا للدولة الإسلامية التي فرضت حكما متشددا للغاية في سرت واستخدمت المركز للاجتماعات والتعاليم الدينية. وتوسع التنظيم المتشدد في لبيبا وسط الفوضى السياسية والفراغ الأمني بعد الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة عام 2011. وانتقلت الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة إلى طرابلس قبل ثلاثة أشهر في محاولة لتوحيد حكومتين متنافستين وفصائل مسلحة مختلفة. وفي حين تلقت الحكومة الجديدة حتى الآن دعما من كتائب قوية من مصراتة فلم تحقق تقدما يذكر في بسط نفوذها على كامل البلاد ولا تزال تواجه معارضة قوية من شرق ليبيا).