أثارت قناة الجنوبية، وهي قناة تونسية خاصة، جدلا بعد بثها برنامجا دينيا يوميا في رمضان يقدمه إمام فرنسي من أصول تونسية عُرف بالتطبيع مع إسرائليل ودعمه للصهيونية. والإمام المثير للجدل هو حسن الشلغومي والذي ظهر في جوان العام الماضي في فيديو نشرته حسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، في تل أبيب، وهو يعانق عددا من الجنود الإسرائيليين والمتحدث الرسمي باسم الجيش أفيخاي أدرعي، وضابط إسرائيلي آخر. وقال الشلغومي في الفيديو آنذاك "إن إسرائيل لا تعادي المسلمين وأنها فقط تحارب الإرهابيين مثل حزب الله وحماس والحوثيين والنظام الإيراني، وأنها ستجلب الأمان والسلام للمنطقة وللمسلمين". كما دعا حسن الشلغومي بالتوفيق والنصر للجيش الصهيوني ، ليجيبه أدرعي "أنتم من القلائل الذين تتفهمون الخطر الذي نعانيه من غزة والحدود الشمالية". وأثار ظهور حسن الشلغومي على شاشة قناة الجنوبية الجدل، خاصة وأن كثيرين اعتبروا أن ظهوره غير بريء، متسائلين لماذا يصمم صاحب القناة العياشي العجرودي على الاستعانة في برنامج دينيّ برجل مشبوه معروف مساندته المطلقة للكيان الصهيوني وأفكاره الخطر. ويشار إلى أنّ العجرودي مقرّب من حكام الإمارات، وتعلن قناته بشكل صريح دعمها للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر في محاولته الإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس. وعبرت المحامية والإعلامية سنية الدهماني عن استغرابها الشديد من بث حلقة دينية لإمام على علاقة بإسرائيل في قناة تونسية. وقالت الدهماني "أمثال حسن الشلغومي لا يعنيهم الدين ولهم حسابات وولاءات معينة وهم ينشرون سمومهم بين المواطنين". من جانبه قال الإعلامي برهان بسيس إن حسن الشلغومي له علاقة باليمين المتطرف لنشر "الإسلام لايت". وقال الإعلامي رفيق بوشناق إن الهايكا التي تتدخل في المضامين الإعلامية كان عليها التدخل لوقف برنامج الشلغومي". وعبّر عضو النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مهدي الجلاصي، في تصريح إعلامي عن "استياء النقابة من الظهور المتكرر لحسن الشلغومي على القنوات التونسيّة، إذ سبق وأن استضافته قناة نسمة"، مشيراً إلى أن "السماح لشخصية صهيونيّة بالظهور في وسائل إعلام محليّة أمر غير مقبول وخطير". وكانت نقابة الصحفيين، أصدرت بتاريخ 11 فيفيري الماضي ، بياناً جددت فيه موقفها الثابت من "رفض كل أشكال التطبيع"، معتبرةً أنّ الأمر "ليس وجهة نظر، بل أحد ثوابت المجتمع التونسي الذي يعتبر الصحفيين جزءاً لا يتجزأ منه". وجاء هذا البلاغ إثر ما لاحظته نقابة الصحفيين من "انزلاق خطير في المضامين الإعلامية المتعلقة بموضوع التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، بشكل يقلّل من حجم هذا التوجّه الغريب عن موقف الشعب التونسي".