أكد راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب، في حوار مع موقع "الجزيرة نت"، نشره صباح اليوم الثلاثاء 2جوان، أنّ "دعاوي حلّ البرلمان خارج النص الدستوري وبعيدا عن القانون فيها الكثير من الالتباس، وتُحيل في سياقها الحالي إلى مخططات لضرب الاستقرار في البلاد وإرباك مؤسسات الدولة وتعطيل مصالح المواطنين، وهي مخططات تتقاطع مع أجندات محلية وإقليمية لتعطيل مسار الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه بلادنا". واعتبر المتحدث أنّ "حملات التحريض وصناعة احتجاجات وهمية في تونس في وسائل إعلام أجنبيّة مشبوهة، هو دليل إضافي على ما تجابهه التجربة التونسية من مشاريع تخريب". أمّا بخصوص دعوات إسقاط الحكومة أو سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب، فأكد راشد الغنوشي أنها مسائل محسومة بالدستور والنظام الداخلي للمجلس وتضبطهما إجراءات وترتيبات محددة يجب احترامها، وإلا ذهبنا بالبلاد إلى الفوضى. وأشار رئيس البرلمان إلى انه حينما يبتعدُ الاحتجاج عن السلميّة والمطالب المشروعة فإنّ ذلك يُؤدّي إلى الفوضى والمس بالأمن العام وتعطيل مؤسّسات الدولة ومصالح المواطنين. ومثلما على الدولة واجب حماية المعارضة السلمية والتفاعل معها إيجابيّا، فهي مدعوة إلى التصدّي لكلّ مظاهر الفوضى. وأضاف "الشعب التونسي ليس من أولويّاته اليوم تغيير النظام السياسي ولا حلّ البرلمان.. أولويات المواطنين الحقيقيّة اليوم هي تطلّعهم المشروع إلى تغيير واقعهم وتحسين ظروف عيشهم، وإيجاد حلول لمشاكلهم في الشغل، وتطوير البنية الأساسيّة والارتقاء بالخدمات العموميّة وخفض الأسعار ومكافحة الاحتكار وكلّ مظاهر السمسرة والفساد". واكد رئيس حركة النهضة أن المتابع للشأن العام في تونس يلاحظ ما يتمّ التخطيط له لإفساد موجة الربيع العربي ومحاولة تشويهها وترذيلها عبر دعم الإعلام المشبوه وشنّ حملات التحريض والشيطنة، بل وبلغت الهجمة حدّ تأجيج الصراعات والحروب الأهليّة ودعم المرتزقة ومليشيات الهدم والتخريب وتمويلهم بالأموال والسلاح والعتاد لضرب استقرار الدول التي حدثت بها ثورات شعبيّة وللإطاحة بالحكومات الشرعيّة، كما هو الحال اليوم في ليبيا. وتابع رئيس البرلمان "ما يجب أن يعلمهُ الجميع أنّ بلادنا اليوم باتت محصّنة أكثر من أيّ وقت مضى ضدّ قوى الردّة ودعاة الفوضى والانقلابات، فالتونسيّون متمسّكون بثورتهم، وأصبحت الأغلبية منهم مقتنعة بأنّ باب التغيير والتعديل ممكن عبر صناديق الاقتراع. وقد لاحظنا في الانتخابات الأخيرة ازديادا في عدد الناخبين، والأهم من ذلك هو وعي الشباب بضرورة الانخراط في الممارسة السياسيّة المدنيّة والسلميّة، بعيدا عن مخططات التخريب والفوضى". واكد راشد الغنوشي أن حركة النهضة لم تضع في مواقفها وتحرّكاتها ولن تضع في اعتبارها أبداً حجم مكاسبها الحزبيّة أو الانتخابيّة، بل راعت في كلّ ذلك مصلحة البلاد قبل كلّ شيء، وفق تعبيره. وتابع قائلا "نحن قدّمنا تنازلات مهمّة في مرّات عديدة، وبحثنا عن التفاهمات مع بقية شركائنا، وأسّسنا سياسة التوافق كآلية لإدارة الخلافات والاجتماع حول الأولويّات الوطنية الكبرى، وعلى رأسها السلم الأهلي والتهدئة والاستقرار وتجنّب مظاهر الصدام والقطيعة".