ترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ أمس الأربعاء 17 جوان 2020 قمة صينية إفريقية تناولت دحر مرض فيروس كورونا عبر التضامن والتعاون والعمل على بناء مجتمع صحة للجميع والنهوض بالشراكة الاستراتيجية والتعاونية الشاملة بين الجانبين إلى مستوى أرقى. وشارك من الزعماء الأفارقة في هذه القمة التي نظمت عبر تقنية الفيديو، الرئيس المناوب للاتحاد الإفريقي ورئيس السنغال الرئيس المشارك لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي إضافة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيلكس تشيسيكيدى، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس الجابوني علي بونجو أونديمبا والرئيس الكيني أوهورو كينياتا والرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا ورئيس النيجر محمدو إيسوفو والرئيس النيجيري محمد بخاري ورئيس رواندا بول كاجامي ورئيس زيمبابوي إمرسون منانجاجوا ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد. وشارك أيضا الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة أنطونيو جوتيريش ومدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الاجتماع بصفتهما ضيفين خاصين. وأشار الرئيس الصيني إلى أن الدول التي تضررت بشدة من فيروس كورونا الجديد وتعاني من ضغوط مالية كبيرة، فإن الصين تعتزم التعاون مع المجتمع الدولي لتوفير دعم أكبر لتلك الدول، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الصينية. وأكد شي أن الصين تدعم إفريقيا في جهودها نحو تطوير منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية، وتعزيز الارتباطية، ودعم سلاسل الصناعة والإمداد. وأوضح الرئيس الصيني أن بلاده تعتزم استكشاف آفاق أوسع للتعاون مع إفريقيا في أنماط الأعمال الجديدة مثل الاقتصاد الرقمي والمدن الذكية والطاقة النظيفة وشبكات الجيل الخامس، لتعزيز التنمية والنهوض في إفريقيا. يذكر أن الاتحاد الإفريقي أصدر بيانا في 13 جوان، قال فيه إن الصين تضمن توفير 30 مليون مجموعة اختبار و10 آلاف جهاز تنفس صناعي و80 مليون قناع، كل شهر لإفريقيا، واصفا ذلك بأنه "مساهمة عظيمة". وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا خلال الاجتماع، إن القمة "تظهر عمق وصمود التضامن بين الصين وإفريقيا". وأضاف "التضامن الصيني الإفريقي وتعزيز التعاون متعدد الأطراف عامل رئيسي في الفوز في المعركة ضد هذا المرض"، داعيا الجانبين إلى مواصلة تعزيز علاقات التضامن واتخاذ إجراء جماعي لتأمين مستقبل البشرية. وغابت تونس عن القمة رغم العلاقة المميزة التي تجمعها بالصين وحديث الحكومة وخاصة الرئاسة ووزارة الخارجية عن التوجه الاستراتيجي الإفريقي لتونس. وكانت تونس وقّعت في جويلية 2018 في العاصمة الصينيةبكين، مذكرة انضمام تونس إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية. وهي المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتسمى أيضا "طريق الحرير" عام 2013، وانخرط فيها إلى اليوم أكثر من 100 بلد ومنظمة دولية وإقليمية. وافتتحت منظمة طريق الحرير للتعاون الثقافي والاقتصادي الدولي الصينية (سيكو)، في أفريل 2017، مكتبا لها في تونس، وهو الأول بإفريقيا. وفي تصريح لموقع "الشاهد"، استغرب الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي عدم حضور تونس لهذه القمة في ظلّ العلاقات المتميزة بين تونسوبكين مرجحا أنّ لم يتم دعوتها للمشاركة في هذه القمة. وأضاف أن القمة ربما تكون تقنية خاصة بفيروس كورونا تناقشت فيها الصين مع الدول المتضررة من الفيروس بينما تونس تجاوزت مرحلة الخطر إذ قال رئيس الحكومة إن الوضع تحت السيطرة وتونس انتصرت على كورونا. وتساءل العبيدي عن عدم مشاركة تونس في القمة في ظل مشاركة الجزائر ومصر وعديد الدول الإفريقية الأخرى وكذلك مؤسسات من الاتحاد الإفريقي.