وقعت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" مع الحكومة التونسية اليوم الجمعة، بروتوكول ترميم جامع امحمد باي التاريخي في تونس المعروف باسم جامع سيدي محرز. وستقوم "تيكا" بصيانة وترميم جامع امحمد باي الواقع في حي باب سويقة في المدينة القديمة للعاصمة تونس وهو أثر من الحقبة العثمانية. وقال فوزي محفوظ المدير العام للمعهد الوطني للتراث خلال مراسم التوقيع على البروتوكول التي اقيمت في المعهد الوطني التونسي للتراث، إنّ هذا المشروع سيحافظ على جامع امحمد باي المعروف باسم جامع سيدي محرز عند الشعب التونسي، وهو آخر مسجد تم بناؤه خلال الحقبة المرادية في نهاية القرن السابع عشر في تونس على شاكلة المساجد العثمانية الكبيرة وحسب الطراز المعماري العثماني لسنان باشا، كما أنه يتميز بقبابه الكبيرة وجدرانه المزينة بخزف ايزنيك. وأفادت منسقة مكتب تيكا بتونس السيدة صالحة تونا أنه يجب تقييم المسجد الذي بدأ بناؤه عام 1692، كأثر يصور مدى تجذر وصلابة الروابط الجغرافية والدينية والثقافية بين شعبي البلدين. وأضافت أنّ "تيكا" لها شرف كبير أن تكون في الخدمة لحماية هذا الأثر الذي يعد رمزاً للصداقة بين تونسوتركيا وذلك لفائدة الأجيال القادمة، وفق ما ورد في بلاغ للوكالة التركية اليوم. وبالرغم من إطلاق اسم جامع سيدي محرز، على هذا الجامع فهو لا ينتمي بأيّ صلة إلى هذا الولي. فقد أسسه محمد باي المرادي في نهاية القرن 17 م، وأطلق عليه اسم »جامع سيدي محرز« لوقوعه أمام زاوية الول. وقد بني على الطراز المعماري العثماني الكلاسيكي، هو معلم تاريخي وثقافي فريد في تونس بقبته التي يبلغ قطرها 11.7 متراً وخزف ايزنيك الذي يزين جدرانه الداخلية. يشكل جامع محمد باي المرادي المسجد الوحيد ذو القبة في تونس، مجسدا بذلك تأثيرا تركيا، يذكر بكنيسة القديسة صوفي وبجامع السلطان أحمد في اسطنبول. فقد امتاز هذا الجامع عن غيره ببعض الخاصيات، أهمها اعتماد السقف المتكون من قباب متفاوتة الحجم، على أربع دعامات ضخمة. لذلك لا نجد في بيت الصلاة الأعمدة التي اعتدنا وجودها في كل المساجد التونسية. وجدير بالذكر أنّه تم التطرق لأول مرة لترميم الجامع الذي يحتاج إلى الصيانة خاصة في الجزء المتمثل في القبة، ضمن جدول أعمال الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان إلى تونس في ديسمبر 2017.