أكّد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الثلاثاء، سعي بلاده الثابت لمزيد من توثيق روابط حسن الجوار مع المغرب وذلك من خلال برقية تهنئة أرسلها إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة "عيد العرش" المغربي. وقال تبون، في برقيته، إن "بلاده تسعى وبشكل ثابت لمزيد من توثيق روابط الأخوة، وحسن الجوار، والتعاون بين الشعبين (الجزائري والمغربي) الجارين الشقيقين". وأضاف أن تهنئته للعاهل المغربي بعيد العرش "مناسبة أغتنمها لتأكيد عمق أواصر الأخوة الصادقة التي تجمع شعبينا الشقيقين، والتي تطبعها على الدوام قيم الترابط والتعاضد الراسخة في التاريخ المشترك". ويعتبر "عيد العرش" الذي يصادف 30 جويلية من كل عام عيدا وطنيا في المغرب، وهو تاريخ تولي الملك محمد السادس الحكم خلفا للراحل الحسن الثاني عام 1999. وتعرف العلاقات الجزائرية المغربية انسدادا على خلفية ملفي الحدود البرية المغلقة منذ 1994، وقضية إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو" التي تريد الانفصال عن المغرب وتدعمها الجزائر. وتقترح الرباط حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من لاجئي الإقليم. وكان العاهل المغربي بعث برقية تهنئة إلى تبون بتوليه منصبه كرئيس للجزائر في ديسمبر، ودعاه فيها إلى "فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين على أساس الثقة المتبادلة والحوار البناء". بينما أكد تبون، في مقابلة متلفزة الشهر الماضي، أن بلاده منفتحة على أي مبادرة لتجاوز الأزمة مع الجارة المغرب، غير ان تصريح سابق لتبون تم إعادة نشره في تلك الفترة بيّن أنه على المغرب الاعتذار لأنها هي بدأت بغلق الحدود قبل 25 سنة. وفي نوفمبر 2018، اقترح محمد الخامس وضع آلية سياسية للحوار المباشر بين البلدين لتجاوز الخلافات غير أنّ الجزائر لم تجيب عن تلك المبادرة إلى ان سقط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، فهل تكون رسالة تبون بداية جديدة لتقارب بين الجزائر والمغرب؟