عبّر برلمانيون وأحزاب عن استنكارهم لتنظيم رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي ما وصفوه ب"احتفال السابع من نوفمبر" تحت قبة البرلمان، حث دعا نواب المجلس إلى فتح تحقيق في الحادثة والتصدي ل"استغلال البرلمان لأغراض حزبية". وقبل ذلك نشرت عبير موسي، مقطع فيديو مقتضب، على حسابها عبر "فيسبوك"، تضمن مقتطفات لأنشطة نظمها الحزب السبت في البرلمان، وعرض دخول نواب الحزب وقياداته قاعة الاجتماع، بشكل استعراضي قبل تحية العلم على أنغام النشيد الرسمي التونسي. وقالت موسي، في تدوينة على صفحتها الرسمية، عبر "فيسبوك"، "ليس ذنبنا أنهم لا يفقهون معنى العمل البرلماني، وليس ذنبنا أنهم ما زالوا أسيري أحقادهم ونرجسيتهم المقيتة، الحزب الدستوري الحر نظم يوما برلمانيا بحضور ثلة من الخبراء لمناقشة مشروع القانون المتعلق بإنعاش الاقتصاد وتسوية مخالفات الصرف". وأثار الفيديو موجة استنكار واسعة، حيث دوّن سمير ديلو القيادي في حركة النهضة: "احتفال كتلة الحزب الدستوري الحر بذكرى الانقلاب على بورقيبة في القاعة التي تم فيها إضفاء الشرعية المزيفة للانقلاب عليه، هو فضيحة يجب التحقيق فيه، وتحديد المسؤول عنها، وضمان عدم تكرارها". ودعت الكتلة الديمقراطية مكتب المجلس إلى فتح تحقيق في هذه الحادثة والتصدي بصرامة لهذه التجاوزات وفرض احترام بقية نواب الشعب الرافضين لاستغلال المرفق العمومي لأغراض حزبية. وكتب رشيد الترخاني، رئيس حزب جبهة الإصلاح "7 نوفمبر ذكرى الخزي والعار". أمّا مديرة دار الكتب الوطنية، رجاء بن سلامة، فدوّنت: "وجه آخر من وجوه التّطرّف هو احتفال عبير موسي ب7 نوفمبر في البرلمان. لن تكون زعيمة للتونسيين من لا تحترمهم وتعجز عن قراءة تاريخهم". وفي تعقيبه على هذا الجدل، قال رئيس البرلمان راشد الغنوشي إن النشاط الذي قامت به كتلة الدستوري الحر يوم 7 نوفمبر الجاري جاء بعد إجراءات ضرورية قام بها الحزب. وبين الغنوشي اليوم الإثنين أن الكتلة كانت قد تقدمت بطلب لنشاط علمي وتمتعت بهذا الحق كبقية الكتل الأخرى. وتابع "هذا النشاط اتُّهم بأنه وظّف لأغراض سياسية وهو موضوع محال لمكتب المجلس للتحقيق فيه وإذا ثبت أن هناك توظيف ستتم إدانته". يذكر أنّ الحزب الدستور الحرّ كان قد أعلن أنّ كتلة الحزب ستنظم يوما برلمانيا بقاعة راضية حداد بمقر مجلس نواب الشعب (قاعة الجلسات العامة سابقا) حول مشروع القانون عدد 2020/104 المتعلق بإنعاش الاقتصاد وتسوية مخالفات الصرف الذي سيعرض قريبا على الجلسة العامة. وعلى إثر تنظيم هذا اليوم البرلماني اول السبت، تفاعلت العديد من القوى المدنية والأحزاب السياسية واعتبرت أنّ عبير موسي قامت بانتهاك حرمة وسيادة مجلس نواب الشعب وقامت بالاحتفال بذكرى السابع من نوفمبر.