ما أن تنفس سكان البلدان الاكثر تضررا من فيروس كورونا الصعداء بعد العثور على لقاح للفيروس، تجاوزت نسبة فعاليته ال95 بالمائة، حتّى صُدم البشر بسلالة جديدة للفيروس نفسه، أكثر شراسة وخطورة، ما طرح تساءلا حول مدى تصدّي اللقاحات الجديدة لهذا النوع من الفيروس. وبدأت الدّول الأوروبية حظر دخول المسافرين القادمين من البؤرة الجديدة لتفشي الفيروس المميت في الموجة الجديدة من الجائحة التي تجتاح العالم منذ أواخر العام الماشي. وعلقت هولنداوبلجيكا الرحلات الجوية من بريطانيا، كما علقت بلجيكا رحلات القطارات، وسط تقارير عن أن المزيد من الدول الأوروبية تخطط لاتخاذ خطوات مماثلة. وقال مسؤولون رفيعو المستوى في قطاع الصحة إنه لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة من الفيروس أشد فتكا أو أنها ستستجيب بشكل مغاير للقاحات، لكنها أثبتت أنها أشد عدوى بنسبة 70 في المئة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). وقالت منظمة الصحة العالمية إن السلالة الجديدة نفسها رُصدت في هولندا والدنمارك وأستراليا. واكتشفت السلطات في بريطانيا ما يزيد قليلا على 1100 حالة مصابة بالسلالة الجديدة حتى، أس الأحد، وفقًا لبيان صادر عن هيئة الصحة العامة في إنجلترا. واستجابة لزيادة عدد الإصابات، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن أمر للبقاء في المنازل بالعاصمة وجنوب شرق إنجلترا، حتى 30 ديسمبر على الأقل، لإبطاء انتشار المرض. وقال جونسون خلال مؤتمر صحفي اول امس السبت "نتحرى عن الأمر ونحن نمضي قدما، لكننا نعرف بالفعل ما يكفي، أكثر من كاف، للتأكد من أننا يجب أن نتحرك الآن. عندما يغير الفيروس أسلوب هجومه، يجب أن نغير أسلوبنا في الدفاع". فيما قال وزير الصحة مات هانكوك: "نظرا لمدى سرعة انتشار هذا النوع الجديد، سيكون من الصعب جدا إبقائه تحت السيطرة حتى يتم طرح اللقاح"، مضيفا أنه بالفعل "خرج عن السيطرة". وحول ما إذا كانت الطفرة الجديدة ستعيق فعالية اللقاحات، قال ريتشارد نهير من مركز "بيوزنتروم" التابع لجامعة بازل في سويسرا، وأندرياس بيرجثالر من أكاديمية العلوم النمساوية في فيينا، إن اللقاحات تولد استجابة مناعية ضد العديد من خصائص الفيروس في نفس الوقت. ولذلك يعتقدون أنه حتى إذا تغيرت إحدى هذه الخصائص، فسيظل الجهاز المناعي قادرا على التعرف على مسبب المرض وحماية متلقي اللقاح. وقال نهير: "لا أرى أي سبب يدعو للقلق في الوقت الحالي، لكن من الضروري مراقبة المزيد من التطورات". وقبل أيام حذرت عالمة صينية بارزة من أن الخفافيش التي تعيش في المناطق الحدودية جنوبي وجنوب غربي البلاد تخفي فيروسات أخرى من الأسرة ذاتها، ولديها القدرة أيضا على النفاذ إلى أجسام البشر. وأوضحت أستاذة الفيروسات الصينية البارزة شي جينجلي، أن هذه الفيروسات بما فيها تلك القريبة من سلالة "سارس كوف 2"، الاسم العلمي لفيروس كورونا المستجد، و"من المرجح أن تنتشر في الطبيعة خارج الصين".